أثار رسم كاريكاتوري فرنسي غضبًا على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب ما اعتبره نشطاء عنصرية ضد المسلمين والمنتخب القطري لكرة القدم قبل أيام من انطلاق كأس العالم.
والشهر الماضي، نشرت صحيفة “Le Canard enchaîné” (لو كانار أونشاني) الفرنسية رسما كاريكاتوريا يستخدم صورا نمطية للرجل العربي على أنه طويل اللحية، وغاضب، مع نساء منقبات يحملون جميع أنواع الأسلحة من المناجل والبنادق إلى قاذفات الصواريخ، فيما يرتدي لاعب بالقميص الشهير رقم 10 سترة ناسفة، في إشارة إلى المنتخب القطري.
وتعرضت المجلة الأسبوعية التي تُعرف نفسها على أنها ساخرة لانتقادات من قبل العديد من مستخدمي تويتر الذين اعتبروا أن الرسم يعكس نمطًا عنصريًا في النقد الغربي للعرب والمسلمين والقطريين على وجه الخصوص قبل كأس العالم، وتحديداً في الصحافة الفرنسية.
وأثار الرسم الكاريكاتوري المسيء للمنتخب القطري ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال أحد مستخدمي “تويتر” إن “فرنسا ستبقى فرنسا”.
ومن بين الذين توافدوا على انتقاد الرسم، وزير الدولة القطري ورئيس مكتبة قطر الوطنية، حمد الكواري، الذي حث الصحيفة على إظهار “بعض الروح الرياضية” على الأقل.
وقال الكواري: “حتى السخرية القاسية مرحب بها!!! لكن لو كانار أونشاني قررت اللجوء إلى الأكاذيب والكراهية والاستياء لمهاجمة قطر وتشويه سمعتها”.
كما تعرضت الصحيفة لانتقادات من قبل البعض بسبب النبرة المعادية للإسلام في الرسوم الكاريكاتورية، حيث أشار بعض المستخدمين إلى رسومات نساء مسلمات على الصفحة الأولى من عدد تشرين الأول/ أكتوبر، حيث صورن وهن يرتدين غطاء أسود يغطي الجسم بالكامل.
وقال شخص آخر: “رسم كاريكاتوري حقير نشرته لو كانار أونشاني، يفضح عنصرية الصحيفة الحقيقية وكراهيتها للمسلمين”.
يأتي رد الفعل على الرسوم الكاريكاتورية وسط الانتقادات المتزايدة لانتهاكات البلاد المزعومة لحقوق الإنسان في وسائل الإعلام الدولية قبل كأس العالم، وهو ما تنفيه قطر.
وندد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأسبوع الماضي بما وصفه بـ “نفاق” الدول الغربية في “هجماتها” على الدوحة.
وقال إن الانتقادات وجهت من قبل “أقلية من الناس”، مع وجود دول أوروبية من بين أولئك الذين يشترون أكبر عدد من التذاكر.
وتابع آل ثاني: “من بين الدول العشر التي اشترت أكبر عدد من التذاكر، نجد دولًا أوروبية مثل فرنسا”.
وأعلنت عدة مدن فرنسية، من بينها العاصمة باريس، في وقت سابق من العام الجاري، أنها لن تبث البطولة على شاشات كبيرة احتجاجًا على السجل القطري في مجال البيئة وحقوق الإنسان.
لكن رغم هذه الانتقادات، وقعت فرنسا شراكة مع قطر لتوفير أفراد أمن في المونديال، وهو القرار الذي أثار انتقادات من وسائل الإعلام الفرنسية.