تعيش شعوب المنطقة المغاربية منذ عقود على حلم لم شمل وتوثيق روابط الأخوة وحسن الجوار لتخطي مرحلة الانقسام والتشرذم التي أضرت بدول وشعوب المنطقة.
وتراهن الشعوب المغاربية على تخطي الصراعات السياسية لإحياء فكرة مشروع المغرب العربي لضمان تحقيق إقلاع اقتصادي وسياسي واجتماعي بالمنطقة، فضلا عما يتيحه توحد الدول الخمس تحت الفضاء المغاربي من مكاسب على مستوى تحصين جبهاتها الداخلية من المخاطر، لاسيما في ظل الصراعات والتقلبات المتعاقبة التي يشهدها العالم.
وإن كان البعض يرى في إعادة إحياء مشروع اتحاد المغرب العربي صعب المنال في الظرفية الحالية، فإن آخرين يرون أن هذا المشروع يظل خيارا استراتيجيا لا محيد عنه بالنسبة للشعوب والأنظمة لتحقيق الانسجام والتكامل لاسيما في ظل الروابط المشتركة بيت الشعوب وجل المقومات الجغرافية والثقافية والاقتصادية التي تجمع بلدان المنطقة، وهي التي يمكن أن تكون رافداً أساسيا لتشكيل وحدة مغاربية في شمالي إفريقيا وبناء مشروع قابل للتحقيق.
ويعود حلم اتحاد المغرب العربي مجددا للواجهة لاسيما مع ما راج حول المشاركة المرتقبة للملك محمد السادس وولي عهده الأمير مولاي الحسن في القمة العربية، المنتظر عقدها في فاتح نونبر المقبل بالجزائر.
وفي علاقة بموضوع مشاركة العاهل المغربي في القمة العربية بالجزائر ، قال الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي في تصريح خص به جريدة “شفاف”، إن حضور الملك محمد السادس في القمة العربية بالجزائر إن تأكد سيكون مبادرة حسن نية، متمنيا أن يلتقطها الإخوة الجزائريون بشكل إيجابي ويتفاعلوا معها بالشكل المطلوب.
وأضاف رئيس الجمهورية التونسية السابق، والذي قاد البلاد بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، خلال الفترة الممتدة ما بين 2011 و2014، أن على المسؤولين الجزائريين أن يبنوا على مشاركة ملك المغرب المرتقبة في هذه القمة التي تحتضنها بلادهم، انطلاقة جديدة تخرج الاتحاد المغاربي من غرفة الإنعاش المتواجدة بها منذ عقود.
وعبر المرزوقي عن خيبة أمله من عدم تحقيق أي تقدم سواءً في هذا الملف أو غيره من القضايا التي تهم العرب في مثل هذه اللقاءات الإقليمية، قائلا إنه ما عدا هذا؛ لا أمل لي في القمم العربية، مذكرا بأنه جرب منها ثلاثة والتي لم تغير أي واقع على الأرض.
وحول عدم نجاح أي قمة عربية حتى الآن في إصلاح الأوضاع بين المغرب والجزائر، يرى الرئيس التونسي السابق أنه لا غرابة في أمر عدم قدرة العرب على التوحد وحل مشاكلهم فيما بينهم، متسائلا: كيف تستطيع الأنظمة العربية ايجاد الحلول لهذه الأمة وهي أُولى مشاكلها؟