وجه الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، أمس الجمعة، سؤالاً كتابيًا إلى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يتعلق بضرورة التدخل لترميم وإعادة الاعتبار لقصر مزكيدة التاريخي، الكائن بجماعة الريصاني بإقليم الرشيدية.
وأكد الفريق في سؤاله أن قصر مزكيدة يُعد واحدًا من أبرز المعالم التاريخية بمنطقة تافيلالت، حيث يشهد على حقبة مشرقة من التاريخ المغربي الممتدة إلى عهد السلطان المولى إسماعيل.
كما يتميز القصر، وفق المصدر ذاته، بطراز معماري فريد يعكس الأسلوب السلطاني، إضافة إلى ذلك فهو يعبر عن رمز التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع المغربي من عرب وأمازيغ ويهود منذ القرن السابع عشر.
ورغم قيمته التاريخية والمعمارية الكبيرة، يضيف الفريق النيابي، يعاني القصر من إهمال شديد أدى إلى تدهور بنيته، حيث أصبحت أبراجه ومعالمه مهددة بالانهيار، في ظل غياب التدخل لترميمه أو صيانته.
ودعا الفريق الاشتراكي الوزارة إلى الإفصاح عن التدابير والإجراءات التي تعتزم اتخاذها لإنقاذ هذا المعلم ضمن الاستراتيجية المندمجة لتثمين القصور والقصبات، مع طرح تساؤل حول إمكانية إدراجه في أولويات المخطط الوطني 2024-2028، بالنظر إلى رمزيته التاريخية وحالة بنيته المتدهورة.
وختم الفريق مراسلته بالتأكيد على أهمية تفعيل الجهود الحكومية لحماية هذا الموروث التاريخي، في إطار العناية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للمعالم التراثية بالمملكة.
وفي السياق ذاته، يشير ملتمس وجهه رئيس جمعية “قصر مزكيدة للتربية والثقافة والعمل الاجتماعي” ورئيس جماعة الريصاني إلى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، ملتمسا يشيران فيه إلى الوضع المقلق لقصر “مزكيدة” التاريخي بجماعة الريصاني، الذي يعاني من الإهمال والتدهور.
وحسب ما جاء في الملتمس فهو دعا الوزيرين إلى زيارة القصر والعمل على ترميمه وتصنيفه ضمن التراث الوطني، باعتباره معلمة تاريخية تعكس حقبة إسماعيلية وتراثًا معماريًا فريدًا.
كما أن القصر، وفق الملتمس، يعد نموذجًا للتعايش الثقافي بين الشرفاء والأمازيغ والعرب واليهود منذ القرن السابع عشر، حيث لا يزال أهله محافظين على ارتباطهم به رغم الأضرار التي لحقت به، والتي دفعت بعض الأسر إلى مغادرته مؤقتًا.
وتتمثل القيمة المعمارية للقصر، حسب المصدر ذاته، في دروبه السبعة، وأبراجه التي تحمل رموزًا تقليدية، إضافة إلى مسجده الذي يتميز بقبة خشبية مشابهة لتلك الموجودة في المسجد الإسماعيلي بمكناس.
ويستشهد الملتمس بمرجع تاريخي هام، هو كتاب “الدرر البهية والجواهر النبوية”، الذي أشار إلى القصر باعتباره بناية سلطانية إسماعيلية، ويؤكد على الحاجة الملحة لترميمه لتفادي انهياره.
كما يلفت الملتمس إلى مؤهلاته السياحية التي تشمل أبوابه التقليدية، دكاكينه، والدرب الخاص باليهود، الذي يعكس التعايش التاريخي الفريد في المنطقة.
وختم الملتمس بالدعوة إلى زيارة القصر لاتخاذ تدابير عملية لحمايته، مستحضرًا أهميته كجزء من الهوية الوطنية ورافد محتمل للتنمية الثقافية والسياحية.