تعيش الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة على وقع تحولات مهمة، سواء على مستوى البنية الإدارية أو التحديات المهنية التي تواجه العاملين بها. في ظل هذا الواقع، أجرينا هذا الحوار مع الكاتب الوطني للمنظمة الديمقراطية للإذاعة والتلفزة، لإلقاء الضوء على أبرز الإشكالات المطروحة، و رؤية النقابة لمستقبل هذه المؤسسة الإعلامية العريقة.
س: كيف ترون الوضع الحالي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من حيث تدبير الموارد البشرية؟
ج: يمكن القول إن المؤسسة تمر بمرحلة دقيقة تتطلب إصلاحات عميقة. هناك تداخل كبير في أنواع العقود، مما يخلق وضعًا غير متوازن بين العاملين. لدينا المنقولين من الاذاعة و التلفزة الى شركة ، عقود دائمة (CDI)، عقود محددة المدة (CDD)، عقود جزافية، و نظام الفريلانس، بالإضافة إلى الموظفين الملحقين خاصة. هذا التعدد يؤدي إلى تفاوت في الأجور والحقوق، و يؤثر على استقرار المؤسسة و أداء العاملين بها.
س: تحدثتم عن تفاوت الأجور، هل يمكن أن توضحوا أكثر هذه الإشكالية؟
ج: بالفعل، هناك تفاوت واضح في الأجور حتى بين العاملين الذين يحملون نفس المؤهلات و يمارسون نفس المهام. على سبيل المثال، صحفيون يحملون نفس الشهادة و يقومون بنفس العمل لكنهم يتقاضون أجورًا مختلفة بسبب نوع التعاقد الذي يربطهم بالمؤسسة. بعض العاملين الجدد يتقاضون أجورًا أعلى من زملائهم الذين قضوا سنوات طويلة داخل المؤسسة. الأمر نفسه ينطبق على التقنيين و باقي الفئات. هذا الوضع يخلق شعورًا بعدم الإنصاف، مما يؤثر على جودة العمل و الأداء العام للمؤسسة.
س: علمنا أنه تم إنجاز دراسة حول توصيف المهن داخل الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، أين وصلت هذه الدراسة؟
ج: نعم، تم تخصيص ميزانية لدراسة توصيف المهن داخل المؤسسة، و قدمت توصيات مهمة حول هيكلة الوظائف و توضيح المسارات المهنية. غير أن الإشكال يكمن في عدم تفعيل هذه التوصيات حتى الآن، مما يجعل الأوضاع داخل المؤسسة غير واضحة، و يؤدي إلى استمرار حالة عدم الاستقرار و هذا اشكال تعيشه المؤسسة في مجموعة من الاوراش تمت المصادقه عليها و دراستها و لم تفعل بعد كمؤسسة الأعمال الاجتماعية و ملف التقاعد التكميلي .
س: مع التحولات التكنولوجية و الرقمنة، كيف يمكن للمؤسسة أن تواجه هذه التحديات؟
ج: التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة لمواكبة التطورات في مجال الإعلام، لكن تحقيقه يحتاج إلى استثمار في الموارد البشرية و التكوين المستمر. لا يمكن الحديث عن رقمنة ناجحة دون توفير الظروف الملائمة للعاملين، و ضمان استقرارهم المهني، و تحفيزهم على الإبداع و الابتكار.
س: في نظركم، ما هي الأولويات لإصلاح المؤسسة و ضمان مستقبلها؟
جواب: الإصلاح يبدأ بوضع إطار قانوني واضح ينظم العلاقات المهنية داخل المؤسسة. نحتاج إلى اتفاقية جماعية تضمن حقوق العاملين، و تحدد بشكل دقيق المهام والمسؤوليات. كما يجب تفعيل توصيف المهن، و إعادة النظر في نظام الأجور لضمان العدالة و الإنصاف. الحوار الاجتماعي ضروري للخروج بحلول عملية تضمن استقرار المؤسسة و تحافظ على دورها كمرفق إعلامي عمومي يلبي تطلعات المواطنين.
س: ماهي رسالتكم للمسؤولين ؟
ج: نحن كنقابة نؤمن بأن إصلاح الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة يجب أن يكون إصلاحًا شاملًا، يراعي حقوق العاملين، و يؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها الإعلام العمومي قويًا و مؤثرًا. نأمل أن يكون هناك انفتاح على الحوار، وأن يتم اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا أكثر استقرارًا لهذه المؤسسة العريقة.