أعطى قرار المغرب بوقوفه بشكل تام مع السعودية في كل القرارات التي تتخذها وخاصة ما يخص أمنها واستقرار أسواق الطاقة، مجموعة من الدلالات المعبرة قوة العلاقات التي تربط بين المملكتين والارتباط القوي بينهما، ومستقبلها في ظل التقلبات التي يشهدها العالم.
وفي ظل حالة الشنآن بين أمريكا والسعودية، على إثر قرار الرياض مع باقي دول مجموعة “أوبك+”، في 5 أكتوبر الجاري، خفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يوميا اعتبارا من مطلع نونبر المقبل، تطرح تساؤلات عديدة عن موقف الرباط المذكور وتأثيره على العلاقات القوية التي تربطها بواشنطن.
وفي تصريح لجريدة “شفاف”، قال عز الدين خمريش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ومنسق ماستر القانون الدولي والترافع الدبلوماسي، إن الموقف المغربي يدخل في إطار الثوابت الأساسية للسياسة الخارجية للمملكة المغربية في علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة مع المملكة السعودية، وأنه أمر عادي وطبيعي لا يحتاج لأي تفسير، نظرا لعمق العلاقات بين البلدين وتوافق الرؤى بين الجانبين حول مجمل القضايا والنزاعات التي يعرفها العالم.
وأكد خمريش على أن مساندة المغرب للموقف السعودي بخصوص تخفيض الرياض لمعدل إنتاجها من النفط، يدخل في إطار حرص الرباط الدائم على احترام مبدأ السيادة وحرية أي بلد في اتخاذ أي قرار يراه مناسبا وفي صالحه، شرط ألا يكون مخالفا للقوانين الدولية، وذلك فعليا ما فعلته المملكة السعودية في خطوتها المرتبطة بالطاقة.
وأبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن موقف المملكة المساند للسعودية لا يمكن أن يؤثر على العلاقات بين المغرب وأمريكا، موضحا أن العلاقات التي تربط بين الرباط وواشنطن هي استراتيجية ومبنية على اتفاقيات وشراكات والتزامات متبادلة.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه في حين أن العلاقات التي تربط بين المملكتين المغربية والسعودية، مغايرة عن سابقتها كونها من نوع آخر وطبيعة خاصة ولها مميزاتها المرتبطة بمجموعة من الظروف والأسباب، لا من حيث طبيعة النظام السياسي المتشابه إلى حدٍ كبير، إلى جانب الاعتبارات الدينية والتاريخية والسياسية.
وأوضح منسق ماستر القانون الدولي والترافع الدبلوماسي، أن سياسة المغرب الخارجية تجاه السعودية أو باقي بلدان مجلس التعاون الخليجي مبنية على مواقف ثابتة ومتجذرة في التاريخ، مشددا على أنه لا يمكن الربط بين موقف الرباط المساند للرياض وتأثيره على العلاقات الاستراتيجية التي تربطها بواشنطن.
يذكر أن بوريطة، قال في مقابلة مع قناة “الإخبارية” السعودية، إن “السعودية من الأسس القوية للنظام العربي، بدبلوماسيتها الرصينة المشهود لها، وأن السياسة الخارجية لها تحظى بتقدير كبير من قبل المملكة المغربية لما تتمتع به من مصداقية، كما تسعى دائما إلى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية”.
وأضاف بوريطة الذي التقى بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بالعاصمة الرياض، أمس الاثنين “جئت اليوم تعبيرا عن هذا الموقف وللتأكيد أن القرار السعودي، سواء دبلوماسي أو مرتبط بالطاقة، لا يمكن أن يخضع للمزايدات والضغوط الخارجية”.
فيديو | وزير الخارجية المغربي:
المملكة لا تخضع للضغوط والمزايدات وتسير بالطريق الصحيح تجاه قراراتها بشأن الطاقة #الإخبارية pic.twitter.com/GpBMwFoZVR
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) October 17, 2022
وفي السياق ذاته، بعث الملك محمد السادس، برسالتين إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تتعلق بالعلاقات الثنائية المتينة والوطيدة التي تربط البلدين والشعبين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.
فيديو | #خادم_الحرمين_الشريفين و #ولي_العهد يتلقيان رسالتين من ملك المغرب تتعلق بالعلاقات الثنائية المتينة والوطيدة التي تربط البلدين.. وتسلم الرسالتين الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية#الإخبارية pic.twitter.com/0NX2kFUClS
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) October 17, 2022
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة “أوبك+” التي تقودها السعودية، وافقت على خفض إنتاجها من بما يقرب من 2 % من الإمدادات العالمية، وهو ما سيقلل من الإنتاج في سوق تواجه ظروفا حرجة ويزيد من احتمالية ارتفاع أسعار المواد البترولية، في ظل سعي أمريكا وحلفائها لتقييد عائدات الطاقة الروسية.