تواجه المآثر العمرانية بآسفي خطر الاندثار في ظل التهميش الذي يطال أبرز معالمها على مدار سنوات وعلى رأسها المعلمة التاريخية قصر البحر المهددة بالانهيار .
وعلافقة بالموضوع طالبت جمعيات ائتلاف ذاكرة المغرب بـ “التدخل العاجل” لإنقاذ المعالم التاريخية والحضارية بمدينة آسفي، التي وصفها العلامة ابن خلدون بـ”حاضرة المحيط”
.
وناشدت هذه الجمعيات، من خلال نداء أطلقت عليه «نداء آسفي»، الجهات المختصة من أجل «وضع حد لحالة التردي الخطير التي عرفه النسيج الحضري العتيق بهذه المدينة العريقة .
وأشارت هذه الجمعيات إلى أن نداءها جاء «بناء على زيارتها الميدانية للمدينة العتيقة بآسفي، ومعاينتها الميدانية لحالة التدهور الكبيرة التي طالت المآثر التاريخية والمعالم الروحية بهذه المدينة، من زوايا وأضرحة وكتاتيب قرآنية، وحالات الانهيار الخطيرة التي تطال قصر البحر والكنيسة الإسبانية والكنيسة البرتغالية وبنايات لها رمزيتها الثقافية والعملية والتراثية، وعدد من المعالم التاريخية المصنفة بظهائر سلطانية (مراسيم ملكية) تنهار اليوم الواحدة تلو الأخرى.
من جهته ندد عبد الإله الوثيق رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالتهميش واللامبالاة التي تنهجها السلطات تجاه وضعية المآثر التاريخية بمدينة آسفي .
وأوضح الوثيق في اتصال مع موقع “شفاف” أن المعالم الحضارية متنوعة الهوية تشكل قيمة تاريخية و مصدر ثراء للذاكرة المحلية والوطنية ناهيك عن كونها قد تكون مصدرا أساسيا ، في حالة صيانتها وحسن توظيفها، للارتقاء بجاذبية المدن والإسهام في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهو ما لا يحدث في آسفي .
وحسب المتحدث ففي آسفي المآثر التاريخية ، هي قصة أخرى للحديث عن التهميش الذي يطال كل المناحي في حاضرة المحيط والتي لم تعد المدينة تحمل من هذه الصفة إلا الاسم هذا الرنان .
ويستطرد الوثيق ” فهذه المآثر التاريخية تعيش وللأسف ، في الآونة الأخيرة، وضعية جد مقلقة جراء الانهيارات المتتالية والمخاطر المحدقة بها، والتي أضحت تهدد وجودها المادي والتاريخي والحضاري، كما هو الحال بالنسبة للكنيسة الإسبانية التي انهار جزء منها ، بالإضافة الى ما تعيشه أشهر معالم آسفي والمتجسدة في المعملة البرتغالية قصر البحر من وضعية مزرية ، ناهيك عن معالم أخرى يطالها نفس الوضع ، جراء ما تشترك فيه من إهمال في ظل انعدام الصيانة أو الترميم.
ويضيف الناشط الحقوقي ” وضعية المآثر العمرانية بآسفي تعيش حالة “جد متدهورة” بسبب عدة عوامل ، أهمها الرطوبة الشديدة بفعل تسربات مياه البحر إلى المدينة العتيقة والتساقطات المطرية لافتا أنه ورغم النداءات المتكررة لعدد من الفاعلين بالمدينة ورغم تسويق عدد من الاجتماعات التي قيل أنها ضمت خبراء من جامعة “إيفورا” البرتغالية ، تناولت السيناريوهات الممكنة لتبقى المعلمة قصر البحر ، و المصنفة ضمن قائمة التراث الوطني ، على قيد الحياة ، ناهيك عن عدد من تصريحات مسؤولين محليين كبرلمانيين أو حتى على مستوى وزارة الثقافة ، والذين بشروا أكثر من مرة بقرب الفرج عبر عقد اتفاقيات تمهد للتدخل للحفاظ على هذه المعلمة التاريخية ، إلا أن كل هذا الكلام بقي حبيس التصريحات في المواقع الإلكترونية أو ربما بمناسبة الدعاية الانتخابية.”
وختم الوثيق حديثه قائلا “أكيد أننا كفاعلين محليين لديهم الغيرة على حاضرة المحيط و على ثراتها التاريخي نجدد الدعوة لكافة المسؤولين سواء المحليين أو الوطنيين لتوفير الارادة الحقيقة لإنقاذ ما يمكن انقاذه خاصة أن عامل الوقت و الظروف الطبيعية أو المناخية هي ليست في صالحنا أو صالح هذه المآثر التاريخية”.