على ضوء المعلومات الدقيقة التي قدمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والتعاون التوثيق مع الاستخبارات الأمريكية، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من توقيف شخص متطرف موالي لتنظيم داعش الإرهابي بمدينة الدار البيضاء، يبلغ من العمر 29 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في التحظير لتنفيذ مشروع إرهابي يمس الأمن العام للمملكة.
وفي هذا الصدد عرف محمد شقير، متخصص في الشؤون الأمنية، أن الإرهاب يقوم على أفراد أو منظمات متطرفة بتهديد الأمن الداخلي للدولة من خلال توزيع منشورات أو فيديوهات تحرض على استعمال العنف ضد أجهزة الدولة أو استهداف مدنيين عزل لزعزعة الاستقرار في البلاد، وإثارة الخوف لدى الساكنة من خلال تبني أدبيات وشعارات تنظيمات متطرفة لتنظيم القاعدة أو تنظيمات داعش وغيرها.
وأوضح شقير في اتصال مع جريدة “شفاف” أن السلطات المغربية اتخدت منذ تفجيرات الدار البيضاء في 16ماي2003، استراتيجية تقوم على استباق العمليات الإرهابية من خلال جمع المعلومات حول المشتبهين وتتبع أنشطتهم ضمن وسائط التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية للعمل على تفكيك الخلايا الإرهابية قبل انتقالها لتنفيذ عملياتها التخريبية.
وتابع المتحدث “باستثناء عمليات حي الفرح بالدار البيضاء، ومطعم أركان، وذبح سائحتين دانمركيتين نواحي مراكش، فقد نجحت الأجهزة الأمنية من خلال التنسيق بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمكتب المركزي للأبحاث القضائية في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية في مختلف مدن المملكة وتقديم المتورطين في التخطيط لها أمام محكمة الاستئناف بسلا المتخصصة في قضايا الإرهاب و الحكم عليهم بمقتضيات قانون الإرهاب الذي سنته الدولة بهذا الشأن”.
وبحسب المصدر ذاته فقد ساهمت هذه الاستراجية الاستباقية في تجنيب المملكة خسائر بشرية واقتصادية وخيمة، كما خلقت سمعة دولية محترمة للأجهزة الأمنية بالخارج، حيث أصبحت التجربة الأمنية المغربية في محاربة الإرهاب محط تنويه من طرف العديد من الدول الاوربية، انعكست من خلال توشيح المدير العام للأمم الوطني الحموشي الأوسمة من طرف العاهل الإسباني والرئيس الفرنسي نظرا للدور الكبير الذي ساهمت فيه الأجهزة الأمنية المغربية في إفشال عمليات إرهابية بهذه الدول بما فيها الولايات المتحدة التي واصلت التنسيق وتبادل المعلومات بين أجهزتها الأمنية والأجهزة الأمنية المغربية.
ولعل هذا الصيت الدولي يقول شقير، هو الذي جعل المغرب يحتضن عدة ملتقيات ومؤتمرات حول مكافحة الإرهاب الدولي، وجعل دول إفريقية وعربية تعمل على الاستفادة من الخبرة المغربية فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب .