قال شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، خلال لقاء نظمته جمعية الخريجين المغاربة من المدرسة الوطنية للطرق والقناطر بفرنسا، أول أمس الخميس بمدينة سلا، أن 87 في المئة من تلاميذ التعليم الابتدائي لا يتقنون إجراء عملية حسابية بسيطة، في حين أن 13 في المائة فقط من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي يجيدون إجراء عملية قسمة برقم واحد.
وفي هذا الصدد، قالت مليكة بنظهر، خبيرة تربوية، في تصريح لـ “شفاف”، أن الرقم الذي أعلن عنه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، خطير جدا، ويدل على الارتجالية التي يتخبط فيها قطاع التربية والتعليم في المغرب.
وأبانت بنظهير، أن إذا لم يتم إعطاء مجال التربية والتعليم الأهمية القصوى واللازمة، من طرف الجهات المسؤولة في المملكة أسوة بالدول الرائدة في المجال المذكور، فسنشهد أرقاما أسوأ مما ذكره بنموسى في جميع المستويات التعليمية.
وأكدت الخبيرة التربوية، أن المنظومة التعليمية المغربية، يجب أن تخضع للتقييم والمسائلة، خصوصا وأن جميع البرامج والمناهج المعمول بها في البلاد مستوردة ولا تتماشي مع لخصوصية المجتمع المغربي.
وأضافت المتحدثة ذاتها، أن بنموسى عليه أن يبتعد على عملية التشخيص، وأن يعطي حلولا جذرية للخروج بالمنظومة التربوية من سيء إلى أحسن، ثم يسرع بوضع حلول للإصلاح إذا كان فعلا تهمه المدرسة العمومية في المملكة.
وفي السياق ذاته، أكدت بنظهر، إذا كان المغرب يهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية كبرى ويريد أن يصبح من الدول الرائدة، فعلى مسؤولي قطاع التعليم أن يقوموا بعملهم وأن يطوروا المنظومة التربوية وفق ما يتماشى وتطلعات المجتمع المغربي، والابتعاد عن أي تجربة غربية تكلف الملايير ولا تحقق شيئا، لاسيما وأن المملكة تحتل مقاعد متدنية في جميع المسابقات التعليمية الدولية والإقليمية والقارية، كما أن المنظومة التعليمية باتت تنتج جيلا فارغا وغير منتج ما يزيد من الأعباء سواء على الدولة أو على الأسرة .
وأردفت الخبيرة التربوية، أن الاهتمام بالمناهج والبرامج التعليمية بشكل احترافي وتفاعلي، والتركيز على الكيف أكثر من الكم، بالإضافة إلى توحيد الرؤى عبر استشارة الأطر التربوية والتعليمية، ذوو الخبرة الطويلة في الميدان، ثم الاهتمام بالبينات التحتية واللوجستيكية في المؤسسات بشكل أكثر، سيمكن المملكة من إنتاج نموذج خاص بها ناجح، سيعالج الوضع الراهن.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، أن البرامج الحالية المعتمدة في قطاع التعليم تطبخ داخل دهاليز معينة ومحددة وتفرض على المجتمع والأساتذة، وفق منضور الجهة المستفيدة من خراب قطاع التعليم في المملكة.
وفي الإطار ذاته، أشارت الخبيرة التربوية، أن البرامج التي تعتمدها وزارة التربية والتعليم، تارة بين تعريب البرامج والمناهج، ثم فرنستها، وحاليا أنجلزتها، سيؤدي بالمنظومة ككل الى التأرجح وعدم الاستقرار، وفي الأخير الحصول على نتائج غير مرضية وفق تصريحات المسؤولين أنفسهم.