كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أن وزارته تتجه إلى تعميم وتدريس اللغة الإنجليزية على المستويين الإعدادي والثانوي والابتدائي.
وستعتمد وزارة التربية الوطنية انطلاقا من السنة المقبلة، تمهيدا لورش تدريس المواد العلمية بالإنجليزية، خطة تدريس هذه اللغة في المستوى الثاني إعدادي، وخلال كل موسم دراسي ستضيف تعليم اللغة في مستوى مختلف بشكل تنازلي إلى غاية المستوى الرابع ابتدائي
وتأتي خطوة اعتماد اللغة الإنجليزية في مستويات جديدة من أجل تسهيل عملية التعلمات لدى التلاميذ، وتحضيرهم بشكل سليم لدراسة المواد العلمية بالإنجليزية خلال المراحل الثانوية.
وفي هذا الإطار، استقت جريدة “شفاف” رأي الخبيرة التربوية، مليكة بنظهر، بخصوص توجهه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي، اعتماد اللغة الإنجليزية في مختلف المستويات التعليمية في المغرب، وهل هذه الخطوة ستجعل المغرب يواكب ركب التطور العلمي الذي يعرفه العالم أم أنها كسابقاتها ستبقى حبيسة الرفوف ولن يرجى منها شيء.
هل خطوة شكيب بنموسى، وزير التربية والتعليم الأولي والرياضة، تعميم اللغة الانجليزية على كافة المستويات التعليمية جيدة بالنسبة للمنظومة التربوية في المغرب أم سيحدث خلل؟
الحقيقة أن إعمال اللغة الانجليزية في المدرسة المغربية يستدعي موارد بشرية ولوجستيكية مواكبة بشكل فعال لواقع التعليم في المغرب، كون أن الأجيال السابقة لم تواكب هذه اللغة من قبل في مسارها التعليمي التعلمي، ولهذا الأستاذ الذي يعتبر الركيزة الأساسية في هذه المنظومة وبه ستفشل أو ستنجح مخططات إصلاح وزارة التربية والتعليم ليس متمكنا من اللغة العربية والفرنسية، كي نثقل كاهله بلغة أخرى.
ومن جهة أخرى، إن مسألة التعريب التي اعتمدتها الوزارات السابقة في التعليم خصوصا المواد العلمية، خلقت خللا كبيرا في المنظومة التعليمية المغربية وأثرت على تلقين المواد المدرسة.
هل مقاربة وزارة بنموسى الخاصة بإنشاء منصات إلكترونية لتعليم اللغة الإنجليزية رهين باكتساب التلاميذ والتلميذات لهذه اللغة ؟
من الممكن أن تحل تلك المنصات في حالة إذا اعتمدت جزءا من النقص الذي يعرفه تلاميذ وتلميذات المستوى الإعدادي الثانوي في تكوينهم المتعلق باكتساب اللغة الإنجليزية، بالإضافة أنها ستمنحهم فرصة التعلم السريع والمفيد، ولكن نجاح هذه الفكرة رهين بتعميم مسألة الإنترنيت عل مناطق المغرب كاملة وأن يراعى فيها ظروف العائلات المعوزة والتي لا تتوفر على حواسيب ولا على شبكات أنترنيت.
في نظرك هل المنظومة التعليمية في المغرب تنسلخ من التبعية لفرنسا؟
نتمنى ذلك، ويجب فعلا الانسلاخ عن لغة المستعمر ولو أننا بفعل فاعل ننتقل إلى لغة مستعمر آخر، وبهذا ننتقل إلى عولمة العولمة وبالتالي يجب مواكبة العلوم باللغات الدولية الأكثر استعمالا.
أستاذتي، ما الذي نحتاجه لتصحيح وضع التعليم في المغرب؟
طبعا، المنظومة التربوية في المغرب تحتاج أولا إلى وجود رغبة عند المسولين في تصحيح وضعها، وثانيا الانعراج نحو التصحيح الأمثل الذي يراعي خصوصية الوضع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للبلد، وثالثا الاهتمام بوضع البرامج والمناهج الصحيحة، التي تواكب سوق الشغل بالأساس، وأيضا الاهتمام بالتكوين البيداغوجي للمعلم وللمتعلم وبالحالة الاجتماعية لهما، وتحسين ظروف الاشتغال وتوفير البنيات التحتية واللوجستيكية.
هل السياسات المتخذة من طرف الوزارة أعطت أكلها أم أنها مثل من سبقوها؟ ما هي الحلول في نظرك؟
مازالت السياسات المتخذة من طرف الوزارة الوصية لم تعطي أكلها ويجب البحث العميق في المشاكل المطروحة وتسريع وتيرة معالجتها وتبسيط المساطر ومراجعتها وتحديث العمل بالتكنولوجيات المتجددة وتخفيف عبء المواد المدرسة حسب الزمن المدرسي وإعطاء الفرصة للاشتغال على الكفايات والمهارات اللازمة لتطوير المنظومة التعليمية بشكل فعال وسلس.