عبرت الهيئة المغربية لحماية المواطنة والمال العام، عن استنكارها الشديد للوضعية المزرية للخدمات الصحية بإقليم السمارة، وذلك منذ تنقيل طبيب التخدير والإنعاش من قبل المدير الجهوي للصحة بجهة العيون الساقية الحمراء خلال مرحلة “كوفيد-19″، مشيرة إلى عزمها التقدم للملك بشكوى وتقرير حول الموضوع من أجل إظهار الاختلالات الموجودة في هذا الإطار، وذلك في حالة عدم إصلاح الأوضاع من طرف المسؤولين في القريب.
وكشفت الهيئة المغربية لحماية المواطنة والمال العام فرع السمارة في بلاغ لها، عن أنه “منذ بداية جائحة ((كورونا)) أصبحت المدينة تتوسل رحمة الموافقة من عديد المدن لاستقبال مرضاها، وأقربها مدينة العيون التي تبعد عنها بما يزيد عن 220 كلم، لعلاج حالات مستعجلة أو تلك التي تستدعي الكشف بجهاز ((السكانير))”.
وأبرز البلاغ ذاته، وقوع حالات وفيات نتيجة غياب الخدمات الصحية اللازمة بالسمارة، مشيرة لوفاة الشابة خولة بابا، والتي تتشابه حالتها مع حالة الأم منينة حمو التي نقلت مؤخرا بعد تعرضها لنزيف حاد إلى مستشفى بن المهدي بالعيون، لتقوم بعملية ولادة قيصرية فارقت على إثرها الحياة.
وأشار المصدر ذاته، إلى وفاة فتاة أخرى مسماة منينة فوضيل بسب معاناتها من مرض فقر الدم، وعدم تلقيها للرعاية الصحية اللازمة بالسمارة، وذلك في ظل غياب طبيب الإنعاش بالمستشفى الإقليمي للمدينة، والتي تم نقلها كذلك إلى العيون، من أجل التزود بالدم وتلقي العلاجات التي تحتاجها، لكن الوقت لم يسعفها وفارقت الحياة.
وحمَّل فرع الهيئة بالسمارة مسؤولية ما يقع لـ “المدير الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية بجهة العيون الساقية الحمراء، جراء قراره الفردي بتنقيل طبيب التخدير والإنعاش منذ سنة 2020″، مشيرة إلى “توغل لوبي الفساد وناهب المال العام بقطاع الصحة بالمدينة، متوعدا هذا الأخير بالمتابعة القضائية”.
وطالب المصدر ذاته، بتدخل وزير الصحة والحماية الاجتماعية الفوري والعاجل في هذه المسألة، وضرورة عودة طبيب الإنعاش والتخدير أو تعيين آخر بالمستشفى الإقليمي بالسمارة من أجل وقف نزيف الأرواح البريئة، مستنكرا صمت المنتخبين بالمدينة عن هذا الواقع المزري والكارثي.
ودخل مكتب الأمانة العامة للهيئة المذكورة على الخط، حيث طالب عبد الجبار فطيش، الأمين العام لهذه الجمعية في منشور توصلت جريدة “شفاف” بنسخة منه، بالتدخل وإيجاد حل عاجل وفوري لهذا الملف داخل أجل 15 يوم من تاريخه هذا، أو أن الهيئة ستضع بين يدي الملك شكاية وتقرير مفصل في الموضوع بصفته القاضي والرئيس الاول للسلطات القضائية، وتحمل المسؤولية التقصيرية في ذلك إلى المسؤولين عن قطاع الصحة بالسمارة.
ودعا فطيش جميع الجهات المختصة والمسؤولة عن قطاع الصحة بجهة العيون الساقية الحمراء بالتدخل العاجل وإيجاد حلول موضوعية وناجعة، لفائدة رعايا صاحب الجلالة نصره الله بإقليم السمارة، وذلك في إطار حقهم في التطبيب والعلاج، ومن جميع الخدمات الطبية العاجلة والآنية.
وشدد المصدر ذاته، على أنه إن لم يستطيع أحد المسؤولين بجهة العيون الساقية الحمراء أن يقوم بواجبه وأن يكون في خدمة شعب المملكة المغربية، فعليه أن يقدم استقالته من منصبه ومهامه لغيره الذي يتمتع بروح الوطنية.