أبرزت عشرات الحركات والجمعيات الحقوقية المغربية عن إدانتها لتواصل الآلة الحربية الإسرائيلية عدوانها الإجرامي على شعب فلسطين، بالتزامن مع قصفها الوحشي على لبنان، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبتواطؤ مع الدول الغربية الحليفة لإسرائيل، مما أدى إلى مقتل آلاف المواطنين من نساء ورضع و أطفال ورجال وشيوخ معظمهم من المدنيين، وإصابة أعداد لا تحصى من الجرحى، مما نجم عنه وقوع عاهات و مآسٍ إنسانية وبيئية كارثية، وتدمير العديد من المساكن والمرافق الحيوية فوق رؤوس ساكنيها، الأمر الذي أدى إلى هجرة ونزوح مئات الآلاف من المواطنين والمواطنات بحثًا عن الأمان والملاذ الآمن، مشيرة لعزمها في هذا الإطار تقديم عريضة للأمم المتحدة تدين فيها هذه الانتهاكات وتطالب بإنهاء هذا العدوان.
وذكرت 87 جمعية وحركة حقوقية مغربية في بيان مشترك لها، أنه يستمر ارتكاب المجازر واستعمال آليات تكنولوجية غير مسبوقة وممنوعة بموجب القانون الدولي، مشيرة إلى أن الاستيطان وتفجير المنطقة وتهديدها بحرب إقليمية ستكون نتائجها كارثية على مختلف شرائح المجتمع، وخاصة النساء اللواتي يكابدن الأمرين بفقدان الحياة والصحة الجسدية والنفسية وتحمل آلام الفقد والضياع والتهجير وأوضاع إنسانية اقتصادية واجتماعية وبيئية مزرية، ويتحملن مسؤوليات إضافية في تربية الأطفال ورعاية العائلات في ظروف جد قاسية، ويعانين بشكل مضاعف ومركب من كل أشكال العنف والتمييز، مما يزيد من معاناتهن وينتهك حقوقهن الأساسية.
وأبرزت أنه يأتي كل هذا في ظل موقف دولي محتشم وعجز عن إيقاف فوري لهذا العدوان الوحشي والذي يتجاوز كل الأعراف والقيم الكونية والشرائع الإنسانية. كما يضرب عرض الحائط مختلف القوانين الدولية وكل المواثيق والمعاهدات والآليات الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والقرارات الأممية، بما في ذلك القرار 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، الذي يركز على أهمية دور النساء في منع النزاعات وحلها، وكذلك في حمايتهن ومشاركتهن إعادة بناء المجتمعات.
وأضافت أنه بعد أن تبين عجز مجلس الأمن على التدخل لوقف الابادة الجماعية على شعب غزة، يجب استخدام آليات بديلة لإجبار اسرائيل على وقف عدوانها اللامشروع على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وعلى الشعب اللبناني، مشيرة إلى أنه أمام كل ذلك فإنها كجمعيات وشبكات وتحالفات ائتلافات مدنية تعبر عن التضامن الكامل مع شعوب المنطقة المستهدفة بمختلف فئاتها وشرائحها، ومع النساء الفلسطينيات واللبنانيات ونشد على أيديهن في هذه الأزمة الإنسانية الضارية.
وأشارت إلى الإدانة الشديدة للإجرام الإسرائيلي الصهيوني، والدعوة الملحة للمنظمات الدولية والحقوقية لتكثيف الجهود الحقيقية من أجل وقف فوري لهذه الحرب الهمجية ومحاسبة مقترفيها، وتفعيل القرارات الأممية لتشمل جميع الجرائم التي تقام في ظل الاحتلال والتي لم يشهد لها التاريخ مثيل خصوصا في عملية التفجير الإلكتروني، وضمان حماية فعالة للمدنيين وكذلك تدخلات إنسانية مستهدفة وقائمة على النوع الاجتماعية.
وطالبت بتفعيل حقيقي للقرار1325 والقرارات المكملة له ولخطط السلم والأمن الدولية والإقليمية عبر ضمان فعلي لوقاية وحماية النساء والفتيات من العنف القائم على الجنس في النزاعات المسلحة، وكذلك مشاركتهن الكاملة في جميع مراحل صنع القرار المتعلقة بالسلام والأمن. ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر عليهن أكثر من باقي الشرائح والفئات .
وناشدت المجتمع المدني الدولي والإقليمي والمحلي وكل الاصوات الحرة في العالم، إلى نبذ هذه الحرب القذرة وكل أشكال التمييز والقهر الذي تخلفه وتكثيف الجهود من اجل التضامن والسلم والامن بين الشعوب، داعية لتشكيل تحالف دولي إنساني لوقف الجرائم الهمجية لإسرائيل والتي لا تفرق بين مدني من نساء وأطفال وشيوخ وصحافة ومنظمات إغاثة وبين عسكري.