احتضن المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، مساء الاثنين، حفل افتتاح الدورة الرابعة للمهرجان الوطني لجائزة محمد الجم للمسرح، الذي تنظمه جمعية أصدقاء محمد الجم، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
واستُهلت الأمسية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها لحظة وفاء لروح الفنان الراحل محمد الشوبي، عبر قراءة الفاتحة، ثم عزف النشيد الوطني المغربي وسط أجواء مفعمة بخشوع وتصفيق الحاضرين.
وشهد الحفل، حسب بلاغ الجمعية، حضور شخصيات وازنة من مجالات الفن والثقافة والإعلام، تقدمهم مصطفى المسعودي، الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، ممثلاً للوزير محمد المهدي بنسعيد، إلى جانب عدد من الفنانين والمبدعين وأعضاء لجنة التحكيم والفرق المسرحية الاثني عشرة المتأهلة إلى المرحلة النهائية.
وتولى الفنان محمد الجم، صاحب المبادرة والمشرف العام على المهرجان، قص شريط الافتتاح وسط تصفيقات حارة، قبل أن يلقي كلمة مؤثرة عبّر فيها عن اعتزازه بتجدد اللقاء في هذا الحدث الثقافي السنوي، الذي قال إنه “أصبح تقليدًا راسخًا يجسد قيم الإبداع، ويفتح آفاقًا رحبة أمام الشباب لصقل مواهبهم والتعبير عن ذواتهم من خلال المسرح”.
وأكد الجم أن الدورة 13 من الجائزة والدورة الرابعة من المهرجان الوطني تشكلان امتدادًا لجهود ترسيخ المسرح كرافعة للهوية الثقافية والتنمية، بفضل الرعاية الملكية والشراكة المؤسسية مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، مشيرًا إلى أن الفعاليات تمتد على مدى خمسة أشهر من المنافسة، من المراحل الإقليمية إلى النهائيات بالرباط.
وأبرز أن هذا المهرجان يتيح للفرق المسرحية الشابة تقديم عروضها في إطار تنافسي شريف، ما يسهم في تحفيز الطاقات الإبداعية وترسيخ المسرح كأداة للتثقيف والتنوير.
ومن جانبه، اعتبر وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في كلمة تلاها نيابة عنه مصطفى المسعودي، أن المهرجان أصبح موعدًا سنويًا ينتظره الشباب بشغف، مؤكداً أن المسرح يظل من أهم المنصات التي تعكس قضايا الوطن وطموحات الأجيال الصاعدة.
ونوّه الوزير بالدور الريادي للفنان محمد الجم في احتضان المبادرة، ودعمه المستمر للمواهب المسرحية الشابة، مرحّبًا بجميع الفرق المشاركة في هذه التظاهرة الفنية ذات البعد الوطني.
وفي لحظة إنسانية استثنائية، قدّمت الجمعية المغربية لمساندة الأشخاص ذوي التثلث الصبغي عرضًا مسرحيًا من إخراج فاطمة الزهراء الهويتر، نال إعجاب الحضور الذي وقف احترامًا للأداء الفني والرسائل الراقية التي حملها العرض.
كما عرف الحفل تكريم ثلاث شخصيات بارزة في المشهد الفني المغربي: الفنانة أمال التمار، والفنانة سلوى الجوهري، والفنان حسن ميكيات، وسط شهادات مؤثرة ألقيت في حقهم من قبل المسرحيين عبد المجيد فنيش، الحسن النفالي، وعبد الكبير الركاكنة، في لحظة عبّرت عن الوفاء والاعتراف بالعطاء الفني.
وتم تقديم لجنة التحكيم، التي ترأسها الناقد المسرحي محمد بهجاجي، وتضم في عضويتها محمد أمين بنيوب، هشام بهلول، رضا العبدلاوي، وسميرة صاقل، وجميعهم من الوجوه البارزة في الساحة الفنية المغربية.
واختُتم الحفل بعرض معطيات حول عدد المشاركين في الإقصائيات الجهوية والإقليمية، والتي أفضت إلى تأهل 12 فرقة تمثل مختلف جهات المغرب، في تأكيد على حيوية المشهد المسرحي الشبابي.
وأسدل الستار على الأمسية بعرض غنائي أطرب فيه الفنان الكبير رشيد برياح الحضور، في لحظة احتفالية جسدت عمق التفاعل بين الموسيقى والمسرح والهوية المغربية.