انطلقت أشغال المؤتمر العلمي حول “حكامة المياه وتدبير الندرة: أي لدور كفاءات مغاربة العالم في مواجهة حالة الإجهاد المائي الهيكلي في المغرب”، المنظم بشراكة بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ومجلس الجالية المغربية بالخارج، اليوم الجمعة بمدينة بن جرير، بمشاركة أزيد من ثلاثين خبيرا من الكفاءات المغربية عبر العالم في مختلف تخصصات تدبير المياه.
واعتبر عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، خلال الكلمة الافتتاحية لأشغال هذا المؤتمر، أن هذا اللقاء العلمي يندرج في سياق التفاعل الإيجابي مع التوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطابين الأخيرين للملك، سواء تلك المتعلقة بخلق آلية للتواصل ومواكبة الكفاءات المغربية بالخارج، وأيضا تلك المتعلقة بأخذ إشكالية الماء بالجدية اللازمة ومواجهة حالة الإجهاد المائي الهيكلي التي تعرفه بلادنا.
وأبرز بوصوف أن تنظيم هذا اللقاء بشراكة مع جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات كصرح علمي منفتح على الكفاءات المغربية عبر العالم، يهدف إلى التفكير بشكل تشاركي وفق مقاربة علمية أساسية من أجل وضع السياسات العمومية، وكذا إشراك الكفاءات المغربية في مجال حكامة المياه من أجل التفكير الاستباقي العميق في الإشكاليات والتحديات التي تطرحها ندرة المياه والتغيرات المناخية ليس على المغرب فقط بل على جميع الدول.
كما أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية على راهنية مطلب المجلس بخلق وكالة خاصة بالكفاءات المنحدرة من الهجرة المغربية إسوة بباقي دول العالم مثل الصين، من أجل الاستفادة منها في مسار التنمية التي تعرفه بلادنا والعمل على تبادل الخبرات بين الكفاءات المغربية داخل الوطن وخارجه تماشيا مع توصيات لجنة النموذج التنموي المتعلقة بتعبئة الكفاءات من مغاربة العالم في تحقيق التنمية.
وفي السياق ذاته، أوضح هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، على الأهمية التي تحتلها قضية تدبير ندرة المياه، والتي تطرق إليها الملك في خطابه الأخير بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية، مبرزا دور الجامعة في استقطاب العديد من كفاءات من مغاربة العالم في المجال الأكاديمي بمختلف تخصصاته عبر مبادرات للتواصل معهم في العديد من الدول.
ونوه عزيز بوينيان، عامل إقليم الرحامنة، بعقد هذا المؤتمر الدولي حول إشكالية ندرة المياه، خاصة وانه جاء مباشرة بعد التوجيهات الملكية السامية في الخطاب أمام مجلسي البرلمان، مشددا على أهمية التفكير المستمر في إشكالية تدبير المياه بالنظر إلى ارتباط موضوع الماء بمختلف ملفات التدبير الترابي.
جدير بالذكر أن المؤتمر سيناقش قضايا ومحاور مهمّة من شأنها الإسهام الجادّ والفاعل في النقاش العمومي وتحديد الأولويات وتقديم الحلول العملية الناجعة حول ندرة المياه من قبيل “السياسات التنموية والموارد المائية” و”حكامة المياه”، و”استعمال المياه غير التقليدية” من خلال تحلية المياه لتأمين الماء الصالح للشرب خاصة، واعتماد تقنية الاستمطار وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في الزراعة والسقي، و”الأمن المائي والأمن الغذائي” في ارتباط بالرفع من “كفاءة المياه في القطاع الزراعي وإشكالية استدامة الزراعة المروية”.
وسيتم التطرق أيضا خلال هذا المؤتمر إلى مساهمة كفاءات مغاربة العالم في مجالات المياه والتغيرات المناخية والذكاء الاصطناعي والطاقات المتجدّدة في مواجهة التغيرات المناخية وحالة الإجهاد المائي الهيكلي في المغرب، فضلاً عن مناقشة مسألة التمويل والشراكات وبناء القدرات، والاستثمار في التواصل والتوعية والبحث العلمي والتكوين في هذه المجالات، مع إيلاء الأهمية اللازمة للعدالة المائية والحق في الماء والجوانب الاجتماعية المرتبطة بالحلول البديلة في مواجهة ندرة المياه والتغيرات المناخية.