قال وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة ، إن حضور المغرب للقمة العربية بالجزائر مرتبط بالأجندة العربية وعلى رأسها التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية خصوصا فيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والوضع في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف بوريطة في حوار أجراه مع قناة سكاي نيوز عربية هلى هامش القمة العربية المعقدة بالجزائر ، أن المغرب يتعامل مع القضية الفلسطينية بمنطق المسؤولية، ويدين أي عدوان على الفلسطينيين، مشددا على أن القضية ليست للمتاجرة بها، كونها مرتبطة بمصير شعب وهي قضية الأمة العربية.
أما بخصوص العمل علي تحقيق دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، يؤكد بوريطة، أن المغرب يذهب في هذا الإطار كون هناك عمل مغربي تضامني مع السلطة الفلسطينية.
وأوضح بوريطة، أن الملك محمد السادس عندما أعاد فتح العلاقات مع إسرائيل عمل عبر قنواته الديبلوماسية المتوفرة لديه للدفع بأفق الحل السياسي، خصوصا أن المملكة المغربية لديها من القنوات ما يكفي لتسهيل ظروف عيش الفلسطينيين.
كما أن المغرب، يقول بوريطة، يعمل على تحسين ظروف عيش الفلسطينيين ، عبر وكالة بيت مال القدس التي تشتغل يوميا، من أجل توفير مليون رغيف، بالإضافة إلى إصلاح المدارس وكذا المستشفيات، والعمل على جلب الأطفال المقدسيين إلى المغرب للتخييم، وهذا العمل حسب بوريطة يهدف إلى تثبيت المقدسيين لمقاومة أي ترحيل لهم من بيوتهم.
وأبان بوريطة أن التعامل مع القيادات الفلسطينية معروف وواضح جدا، وهذه الأخيرة تعرف خلفيات المغرب، و التعامل هنا مبني في كل شيء على قنوات التواصل والتنسيق المستمر بين البلدين.
أما عن رفض المغرب كلمة تطبيع، أبان بوريطة، في حواره مع العربية، إلى أن كل مصطلح لديه سياق وطبيعة خاصة به، وهذا السياق شرق أوسطي بالنظر إلى العلاقات التي كانت متواجدة بين المسلمين واليهود عبر الزمان.
أما بخصوص السياق المغربي، أكد وزير الخارجية، على أنه مختلف تماما من الناحية التاريخية والدينية وكذلك الثقافية، ودستور المغرب يقول على أن الرافد العبري هو مكون من مكونات الهوية المغربية وتراثه، ويتواجد في المملكة ما يفوق3000 شخص من الجالية اليهودية بمعابدها ومحاكمها ويأتي إليها الآلاف الإسرائيلين سنويا لزيارة بلادهم وقبور أجدادهم.
وتسأل بوريطة هل عودة أي إسرائيلي مغربي إلى بلده يعتبر تطبيع أم أن الشوق أتى به لزيارة موطنه وقبر أجداده، وثانيا العلاقات المغربية الإسرائيلية كانت في التسعينات وتوفرت مكاتب اتصال بين البلدين وتوقفت في بداية 2000 واستأنفت دون المساس بالمواقف الثابتة للمملكة المغربية وموقف الملك محمد السادس من القضية الفلسطينية.
أما عن التعاون العسكري مع إسرائيل يقول بوريطة فهو أمر عادي، ولدى المغرب كل الحق لكي ينوع شركاته، إضافة إلى ذلك لم يسبق للمملكة أن عرف عليها أنها تهدد سيادة أو أمن دولة ما، أو تحتضن جماعات انفصالية، كما أنها لا تسلح أي ميليشيات تهاجم بها أي بلد مهما اختلفت معه، والملك محمد السادس واضح في سياسة المغرب الخارجية، إذ عمل على تبنى الطموح والوضوح بصورة أساسية بخصوص علاقات المملكة مع الدول الأخرى .
وأشار بوريطة، أن المغرب في علاقته مع إسرائيل كان واضحا، عكس الكثير من الدول التي تشتغل من تحت الطاولة، وهذا يعني أن المملكة تعزز تعاونها العسكري مع شركاء مختلفين، خصوصا هناك مليشيات مسلحة تعلن يوميا أنها في حرب ضد المغرب وتضرب مواقع مغربية من تندوف.
وأضاف بوريطة، أن المغرب لن يهاجم تراب أي دولة مهما اختلف معها، لكن في نفس الوقت من حقه أن يدافع عن أرضه، وكما لديه شراكات مع فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ودول عربية شقيقة، فـلديه شراكة مع إسرائيل بخصوص التعاون العسكري للدفاع عن وحدته الترابية
وأورد بوريطة أن خطابات الملك إزاء الجزائر كان واضحا ويعتمد سياسة اليد الممدودة، إذ قال بالحرف الواحد “لن يمس الجزائر أي شر أو سوء يأتي من المغرب” ، وهذه التعليمات مقدمة للمغاربة، أما عن الأقوال من الجانب الآخر فتعتبر درائع فقط .