قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في كلمة له خلال اجتماع وزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، عبر تقنية الفيديو كونفيوونس، حول “التنمية والقضاء على التطرف كرافعتين لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، أمس الجمعة 10 أكتوبر الجاري، أن المغرب ملتزم بتعزيز تعاون تضامني جنوب – جنوب، وشمال – جنوب، وثلاثي الأطراف، لمواجهة الطابع المعقد والعابر للحدود للتهديد الإرهابي في إفريقيا.
وأكد بوريطة، أن التزام المملكة يتمثل انخراطها في العديد من مجالات التعاون شبه الإقليمي ، الهادفة إلى تعزيز القدرات الجماعية للبلدان الإفريقية من أجل حماية حدودها من التهديدات العابرة للحدود، إذ عبر المتحدث عينه، في السياق ذاته، على أن المغرب ملتزم بالدفاع عن الانشغالات الأمنية الإفريقية بالأجندة الدولية، لا سيما خلال ولاياته الثلاث المتتالية كرئيس بالتشارك للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF)، ورئاسته المشتركة لمجموعة التركيز الخاصة بإفريقيا “l’Africa Focus Group” التابعة للتحالف الدولي ضد داعش.
وأشار المسؤول الحكومي، خلال الاجتماع الوزاري السالف الذكر، الذي ينعقد لأول مرة تحت الرئاسة المغربية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي برسم شهر أكتوبر، إلى جهود المملكة في مجال مكافحة التطرف، المتمثلة في إحداث مؤسسات متخصصة لتكوين الأئمة الأفارقة، على غرار مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تعد منصة حقيقية للتبادل والتقاسم لمواجهة التأويلات الخاطئة للنصوص والخطابات الدينية.
وأبان الوزير، في معرض حديثه عن التطرف والإرهاب، أن منطقة الساحل والصحراء تعد ثاني أكبر منطقة في العالم متضررة من الإرهاب، في غضون عقد من الزمن، وأمام الوضع الكارثي يدعو بوريطة المشاركين إلى ضرورة اعتماد مقاربة شاملة لتعزيز الجهود المبذولة لمكافحة العوامل الأساسية التي تغذي انتشار التطرف والإرهاب في القارة الإفريقية.
ومن عوامل تكاثر الجماعات الانفصالية المستمر المهددة للاستقرار الأمني والسياسي في إفريقيا ، حسب قول وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، هو تحالف هذه الجماعات المتطرفة مع كيانات إرهابية، بالإضافة إلى امتلاكها لأجندات وأساليب ميدانية للكيانات الارهابية والإجرامية.
وأوضح بوريطة، خلال مداخلته، أنه إذا كانت الدول الإفريقية تريد تجفيف مصادر التهديد الإرهابي، فإن المغرب يوصي بإنشاء منصة للتعاون بين الدول الأعضاء لتبادل الخبرات في مجال مكافحة التطرف، وكذا إحداث صندوق للتنمية، مخصص لتمويل العمل الجماعي الإفريقي في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية.