تحل اليوم إحدى الذكريات السيئة التي تؤرخ لأحد الأفعال الإجرامية لمليشيات “البوليساريو”، إذ أقدمت هذه الاخيرة في مثل هذا اليوم سنة 1979 على اختطاف عدد من أفراد الأسر المتواجدة بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية ونقلهم إلى مخيمات العار بتندوف.
وارتباطا بذلك، كشف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المنشق عن جبهة البوليساريو والمعارض السياسي، بعد اطلاعه بشكل قريب على ما ترتكبه قيادة هذه الجماعة من جرائم وانتهاك لحقوق الإنسان، لاسيما وأنه كان يشغل بها سابقا مهام قائد شرطة، عن معطيات جديدة عما شهده وتعرض له شخصيا لما كان طفلا من طرف هذه العصابات.
وطرح مصطفى سلمى، في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تساؤلا حول تشريد الصحراويين والجهة التي تقف وراء ذلك، مستحضرا أنه “في مثل هذه اللحظات من صباح يوم 6 أكتوبر 1979 أفرغت سيارة ((لاند روفر)) عسكرية مكشوفة حمولتها تحت ظل شجرة في ((وادي العسلي)) غرب مدينة السمارة”.
وأضاف المتحدث ذاته، قائلا إنه “كان ضمن الشحنة التي أفرغت رفقة مجموعة من النساء والأطفال ليس بينهم أحد من إخوتي أو والدتي، وكان تحت ظلال الأشجار من حولنا أناس أمثالنا”، موضحا أن “رحلة السيارات استمرت جيئة وذهابا بين المدينة والوادي، وبعد كل رحلة يتزايد عدد الناس”.
وأبرز المعارض السياسي لـ “البوليساريو” أن “((بوكو-بوليساريو)) أعلنت فيما بعد أنها حررت أزيد من 700 صحراوي من بيوتهم وأرضهم وأخذتهم إلى مخيماتها فوق التراب الجزائري ليعيشوا بكرامة!!!!!”، معبرا عن استغرابه مما قيل لهم وقتها، بوضع علامات تعجب عديدة في هذا المنشور.
واختتم الناشط الحقوقي والسياسي حديثه بالقول إنه: “بعد 43 عام على الحادثة كانت النتيجة أن مات جل الآباء والأمهات في مخيمات الجبهة، وبقي الأبناء والأحفاد مشردين”، مشيرا بذلك إلى أن سبب الأزمة وما يعانيه الصحراويين المغاربة منذ ما يقارب النصف قرن من الزمن هي ميلشيات “البوليساريو” التي اختطفتهم من ديارهم وبعدها عرضتهم للتشرد.