انتقد منصف اليازغي، الباحث المتخصص في السياسة الرياضية، بشدة وضعية ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة إلى الملاعب الرياضية بالمغرب، وذلك على خلفية صور تم تداولها لمشجعين من هذه الفئة خلال مباراة لفريق الوداد الرياضي والجيش الملكي بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وصفها بأنها كانت “في ظروف لا تحفظ كرامتهم، ولا تمنحهم حق الولوج إلى المباريات في ظروف مواتية”.
واعتبر اليازغي في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن المشهد كان “مخجلا لنا جميعا ونحن نتلقف صورا بمشجعين يسترقون النظر من بين الأجساد والأرجل”.
وأكد الباحث أن المسؤولية في هذا الخلل لا تقع على عاتق الجمهور، بل على عاتق المسؤولين عن الملاعب، الذين “من المفترض أن يوفروا من البداية الظروف اللائقة لهاته الفئة لولوج ملعب صرفت عليه ميزانيات ضخمة في كل مرة، بدون أن ينتبه أحد إلى أهمية فتح المجال أمام الجميع، بدون استثناء، لمتابعة المباريات في ظروف تحفظ الكرامة الإنسانية”.
وسرد اليازغي واقعة حديثة، حيث طرح عليه شخصان في وضعية إعاقة (أحدهما أستاذ لغة فرنسية والآخر طالب دكتوراه) سؤال الولوجيات في الملاعب بالمغرب، وذلك خلال ندوة حول الدبلوماسية الرياضية ببني ملال نهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف أنه أجاب حينها بتلقائية أن الملاعب الجديدة أو التي ستخضع للإصلاح وفق دفتر تحملات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ستلبي شروط الولوج اللائق استعداداً لاستضافة مباريات كأس العالم.
غير أنه عاد ليتساءل بنبرة نقدية: “ماذا عن باقي ملاعب المغرب التي لن تستضيف مباريات كأس العالم، أليس من حق فئة من المجتمع أن تحضر مباريات فرقها بكل كرامة؟”، كما طرح تساؤلاً حول مدى تطبيق القانون رقم 10-03 المتعلق بالولوجيات على الملاعب، باعتبارها مرافق عمومية، وإن كان يسري عليها الأمر كما يسري على المؤسسات العمومية الأخرى.
ولم يغفل اليازغي الإشارة إلى أن سهولة تنقل هذه الفئة المجتمعية في وسائل النقل والأرصفة يظل موضوعاً آخر، منتقداً تصميم بعض “الولوجيات” في الإدارات بدرجة ميلان يصعب حتى على الشخص العادي الصعود فيها، فما بالك بشخص على متن كرسي متحرك.