تعرف القضية الوطنية تطورات عديدة بشهادات أهل الاختصاص في المجال، والتي كان آخر نتائجها الاعتراف الكيني وقبله دعم الدول العظمى لمقترح المغرب للحكم الذاتي كحل لملف الصحراء المغربية، وهو ما يشير حسب العديد من المختصين أو أبناء المناطق الجنوبية لقرب غلق هذه القضية المفتعلة.
باني محمد ولد بركة، من بين الشخصيات التي بايعت الملوك الثلاث، المغفور لهما الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، والملك محمد السادس، كما يعد الأمين العام المؤسس لحزب الأمل عضوا مؤسسا لجبهة تحرير الوحدة سنة 1973 الخاصة باسترجاع الصحراء المغربية، وأحد المسؤولين المشرفين على تنظيم وتسيير وتأطير الوفود المشاركة في المسيرة الخضراء سنة 1975.
ومن أجل التعرف على رأي وموقف ولد بركة من التطورات الأخيرة بخصوص القضية الوطنية، حاورته جريدة “شفاف”، لتستشف منه مجموعة من المعطيات الهامة، باعتباره من بين أهم الوجهاء وأعيان الأقاليم الصحراوية المغربية، والتي تهم الصحراويين المغاربة وقضية الوحدة الترابية.
كيف ترى التطورات الأخيرة التي شهدتها القضية الوطنية؟
الدبلوماسية المغربية تواصل القيام بعمل كبير في خدمة القضية الوطنية، من خلال تحركاتها بمختلف القارات، واليوم قرابة 23 دولة في إفريقيا تعترف بمغربية الصحراء، وببلوغ سقف 30 بلدا من بين أعضاء منظمة الاتحاد الإفريقي، سينتهي وجود كيان “البوليساريو” الوهمي.
وهو ما يضاف لعدد من الدول الإفريقية التي سحبت اعترافها بـ “البوليساريو”، والتي تعنبر عنصر هدفه خلق البلبلة وعدم الاستقرار بالمنطقة، لا من طرف قادته أو الدولة الفاقدة للمصداقية، والتي تقف وراء وجوده واستمراره.
وأظن أن غلق هذا الملف بات قريبا للغاية، و2023 ستكون سنة فاصلة في هذا الإطار، نسبة لما تحقق من مكتسبات خلال السنوات الأخيرة، لا فيما يخص عودة المغرب لحضن منظمة الاتحاد الإفريقي وما تلا ذلك من انتصارات في هذا الملف، وأيضا الاعتراف الدولي بجدية المقترح المغربي للحكم الذاتي لهذه القضية المفتعلة.
بالنسبة للساكنة المحتجزة بتندوف، هل هناك من مستجد حولهم؟
عدد كبير من ساكنة تندوف غادرت نحو وجهات أوروبية مختلفة، كإسبانيا وفرنسا وإيطاليا بسبب الظروف الصعبة في المخيمات، والتي ترتكب فيها عديد الانتهاكات الجسيمة، إضافة لعودة والتحاق عدد مهم بين الفينة والاخرى بأرض الوطن.
ما الذي يجب على المغرب القيام به خلال المرحلة المقبلة؟
على المملكة إثبات الحكم الذاتي على أرض الواقع، بالإعداد الهيكلي والتنظيمي لهذا الأمر، والإعلان بأنها الفرصة الأخيرة لمن يريد الالتحاق بأرض الوطن، وذلك باعتماد الإحصاء الإسباني للسكان لسنة 1974، والبناء عليها بالنسبة لتحديد العائلات والأبناء والأحفاد، لأنه ليس كل من يوجد اليوم في مخيمات تندوف فهو مغربي.
والمغرب وصل الآن لمرحلة الفصل في قضيته بنفسه دون انتظار أي أحد لإعطائنا حقنا، فأرضنا نتواجد عليها ونحن أهلها كمغاربة، وبالتالي سنغلق كل النوافذ التي تأتي منها رياح البلدان المعادية للوحدة الترابية.
وبتفعيل آليات الجهوية الموسعة بالأقاليم الجنوبية للمملكة سندق المسمار الأخير في نعش المتربصين بالوحدة الترابية، ونغلق هذا الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، الذي طال أمده واستغرق من الوقت الكثير، والذي هو اليوم على مشارف بلوغ النصف قرن من الزمن.