أبرزت المندوبية السامية للتخطيط، وجود انخفاض بنسبة الشباب في مجموع السكان لصالح السكان المسنين، إذ لا يزال عدد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاما كبيرا وسيستمر في النمو بحلول عام 2030، ولكن بمعدل نمو أبطأ من إجمالي السكان، على التوالي 0.3 % و0.9 % بين عامي 2023 و2030.
وذكرت المندوبية في تقرير لها بمناسبة اليوم الدولي للشباب، أن عدد الشباب ارتفع من 11.5 مليون في عام 2014 إلى 11.8 مليون في عام 2023 وبنسبة 34.2 % إلى 31.9% على التوالي، حيث يمثل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما وحدهم 16.1 % في عام 2023 مقارنة بـ 18.0% في عام 2014.
وتابعت أن نسبة الشباب الحضري (المناطق الحضرية) ارتفعت بين السكان الشباب من 60.0% إلى 66.0% بين عامي 2014 و2023، وخلال الفترة نفسها، ارتفعت نسبة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فأكثر من 9.4% في عام 2014 إلى 12.7% في عام 2023، بزيادة قدرها 3.3 نقطة مئوية.
-تحسن في مستوى تعليم وتدريب الشباب
أشار التقرير إلى أنه وفقا لبيانات الدراسة الاستقصائية الوطنية للعمالة، انخفضت نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة والذين ليس لديهم مستوى تعليمي انخفاضا كبيرا بين عامي 2000 و2022، من 35.7 % إلى 8.9 %، أي بانخفاض قدره 6.8 نقطة مئوية خلال هذه الفترة.
وأضاف أنه لوحظ أكبر انخفاض بين النساء (من 47.7 % إلى 12,1 %) والنساء الريفيات (من 59.5 % إلى 15.6 %)، بانخفاض قدره 35.6 نقطة مئوية و49.9 نقطة مئوية على التوالي.
وعلى النقيض من ذلك، زادت وفق المندوبية نسبة الشباب الحاصلين على تعليم ثانوي أو أكثر زيادة كبيرة من 19.7 % في عام 2000 إلى 42.7 % في الفترة ما بين 2020 و2022، حيث تم تسجيل النسبة الأكبر بخصوص ذلك في صفوف النساء وسكان الريف، وتراجعت الفجوة بين الرجال والنساء الحاصلين على تعليم ثانوي أو أكثر بعد أن كانت 5.1 نقطة مئوية في عام 2000، وبالنسبة لسكان الريف؛ ارتفعت هذه الحصة من 5.0 % إلى 21.9 % على التوالي.
-تراجع مستمر في مؤشرات نشاط الشباب وتشغيلهم
فيما يتعلق بالاندماج في الحياة العملية، أوضحت المندوبية أن أداء الشباب انخفض في سوق العمل على مدى العقدين الماضيين، ويعزى ذلك جزئيا إلى ارتفاع معدل استبقائهم في النظام المدرسي، والواقع أن معدل نشاط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة انخفض من 53.5 % في عام 2000 إلى 41,2 % في الفترة ما بين 2020 و2022، وفيما يتعلق بمعدل التشغيل، فقد انخفض من 42.8 % إلى 31.8 % خلال نفس الفترة.
وقالت إنه خلال الفترة نفسها، ارتفعت بطالة الشباب بنسبة 2.9 نقطة مئوية من 20.0 % في عام 2000 إلى 22.9% في 2020-2022، مع معدل بطالة بلغ 14.8 % فقط في عام 2014، موضحة أن بطالة الشباب تؤثر على سكان المناطق الحضرية والنساء والخريجين بشكل أكبر.
وأضافت أنه في الواقع، في 2020-2022 كانت امرأة عاملة واحدة من كل ثلاث تقريبا تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاما (32.7 %) عاطلة عن العمل ، مقارنة بـ 19,8 % للرجال، وحسب مكان الإقامة، يبلغ معدل البطالة بين سكان المناطق الحضرية 29.9% مقابل 10.7 % بين سكان الريف.
ولفتت إلى أن معدل البطالة بين الشباب الحاصلين على تعليم عال (40.3 %) يكاد يكون ضعف معدل بطالة الشباب الحاصلين على دبلوم متوسط المستوى (20.7 %)، وأكثر من خمسة أضعاف معدل بطالة الشباب غير الحاصلين على دبلوم (7.9 %).
-تحسن ملحوظ في العمالة الرسمية للشباب على مدى العقدين الماضيين
ذكرت المندوبية أنه وفقا لنوعية التشغيل، فعلى الرغم من أن واحدا فقط من كل أربعة عمال شباب يعمل في وظائف رسمية، فإننا نلاحظ أن هناك تحسنا ملحوظا في عمالة الشباب على مدى العقدين الماضيين، وفي عام 2000 كان 6.8 % من الشباب العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة يتمتعون بتأمين صحي متصل بالعمل، أي ما يقرب من ربع المستوى الذي لوحظ في الفترة الممتدة ما بين 2020 و2022.
وأشارت إلى أن العمالة الرسمية أكثر شيوعا بين الشابات (38.2 %) منها بين الرجال (21.1 %) وبين سكان المناطق الحضرية (36,2 %)؛ منها بين سكان الريف (8.9 %).
ومن ناحية أخرى، أبرزت أن ممارسة وظيفة دون مؤهلات الخريجين الشباب خلال هذه الفترة زادت، والواقع أن 50.8 % من الشباب الحاصلين على دبلوم غير دبلوم التعليم الأساسي في الفترة الممتدة من 2020 إلى 2022 عاما لديهم وظيفة دون مؤهلاتهم مقارنة بنسبة 35.0 %في عام 2000.