على مشارف دخول السنة التشريعية الثانية من الولاية الحكومية الحالية، يكثر الحديث عن التغييرات المرتقب حدوثها في حكومة عزيز أخنوش، وتزداد المطالب الداعية إلى ضرورة تدعيم مجموعة من القطاعات الوزارية بكتاب الدولة، وذلك بحثا عن تجويد العمل الحكومي وتجنب العثرات التي تم الوقوع فيها سابقا.
وفي هذا الصدد، اعتبر عباس الوردي، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، في تصريح لجريدة “شفاف” أن شد عضد الحكومة الحالية بكتاب الدولة هي مسألة أساسية، لاسيما وأن هناك مجموعة من القطاعات الوزارية ذات الصبغة التقنية والمتعددة المشارب، كالماء والتجهيز والطاقة والصحة والرعاية الاجتماعية، وغيرها من القطاعات التي تتطلب أن يتم تدعيمها.
وأوضح الوردي أن الأمر غير متعلق بالدرجة الأولى بإحداث هكذا مناصب، ولكن يجب أن يعمد الوزير المشرف على قطاع ما على ترك مساحة لكتاب الدولة لكي يشتغلوا ويقوموا بتنزيل البرنامج الحكومي على أرض الواقع، لأنهم يعتبرون جزءًا من هذه الحكومة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن واقع الحال أثبت فعلا أن هناك وصاية تمارس من طرف الوزير المعني على كتاب الدولة التابعين لقطاعه، وذلك ما أظهرته التجارب في هذا الجانب مع الحكومات السابقة، مشددا على ضرورة تحديد أجندة واضحة المعالم داخل الحكومة من أجل إعطاء الأسبقية إلى القطاعات ذات الأهمية الكبرى في هذه الوضعية بالذات.
وأضاف المحلل السياسي أن أمر التغيير المرتقب في هيكلة أو تشكيل الحكومة، يرتبط تحديدا بمجالات الطاقة والماء والصحة وملامح الدولة الاجتماعية، مشيرا إلى أنه يجب مساءلة كتاب الدولة في إطار تكليفهم بملفات بعينها، للقيام بأدوار طلائعية في هذا الباب، مشددا على أنه لا يمكن توسيع الحكومة دون أن يكون هناك هدف محدد لذلك.
وشدد المتحدث ذاته، على ضرورة ألا يكون كتاب الدولة مجرد ديكور مؤثث لجنبات الحكومة، بهدف إرضاء خواطر أطراف ما داخل الأغلبية، بل يجب تحميل من سيتولى هذه المناصب مسؤولية المحاسبة والمساءلة، وتتبع السياسات العمومية وتنزيلها على أرض الواقع، بما يحفظ للبرنامج الحكومي تنزيلا صريحا وواضح المعالم على أرض الواقع.
ولفت الوردي إلى أن المنتظر من كتابات الدولة هو أن يتم إعطاؤها مسؤوليات محددة بذاتها، وأن يترك لها المجال من أجل أن تبصم بصمة حكومية وليست بصمة الوزيرة المعني بهذا القطاع في عموميته، في إطار تشاركي يعزز مبادئ الحكومة الاجتماعية، ويجعل برامجها الحاملة لهذه الصبغة سهلة التفعيل والتنزيل.