صرح رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش قبل أسابيع في كلمة له أمام الاجتماع رفيع المستوى لقمة الأمم المتحدة حول تحويل التعليم أن المغرب سجل تقدما كبيرا في مسار إصلاح منظومة التعليم وتجويدها بفضل التوجيهات الملكية السامية.
وأوضح رئيس الحكومة أن المغرب، قام بإعداد خارطة طريق تستهدف الارتقاء بمنظومة التربية الوطنية للفترة 2022- 2026، على أساس مشاورات وطنية شاملة، وفق منهجية تشاركية تعتمد على مساهمة مختلف الأطراف المعنية بالتحول التربوي والتعليمي، وخاصة منهم المعلمين والتلاميذ وعائلاتهم.
عبد الناصر ناجي، الخبير التربوي ورئيس الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم قال في تصريح لجريدة “شفاف” الإلكترونية، أنه في اليوم نفسه الذي صرح فيه رئيس الحكومة في نيويورك بإحراز تقدم كبير في إصلاح المنظومة التربوية وتجويدها أقر وزير الداخلية وهو يفتتح الدورة الثانية للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية في الصخيرات بعجز التعليم عن مواكبة أهداف التنمية البشرية بالمغرب مرجعا ذلك إلى ضعف جودته التي تدل عليها كما قال المراتب المتأخرة التي يحتلها المغرب في المباريات الدولية الخاصة بالمعارف الأساسية في القراءة والعلوم.
وحسب ناجي، فيمكن تفسير التناقض بين الخطابيين الرسميين إلى اختلاف المخاطب، المجتمع الدولي بالنسبة لخطاب أخنوش، والرأي العام الوطني بالنسبة لخطاب لفتيت.
وزاد الخبير التربوي قائلا: “عندما نعلم بأن القمة الأممية خصصت أساسا لمعالجة أزمة التعليم من خلال إطلاق مبادرات دولية لإحداث قطيعة حقيقية مع السياسات الحالية المتبعة في أغلب الدول، بما في ذلك المتقدمة، تبقى الخطابات الوردية متجاوزة ولا تقنع أحدا خاصة وهي موجهة إلى منظمات دولية متخصصة وخبراء يلمون بحقيقة التقدم المحرز في بلادنا على مستوى جودة التعليم”.
وأكد المتحدث ذاته، أن المغرب يعاني من أزمة حقيقية في مجال التعليم يجسدها ضعف المردودية الداخلية لمنظومتنا التربوية التي تتجلى بالخصوص في النسب المرتفعة للتكرار والهدر المدرسي والنسب المتدنية لاستكمال الأسلاك التعليمية خاصة الإعدادي والتأهيلي رغم التساهل الواضح في متطلبات الانتقال من مستوى دراسي إلى آخر، والنسب المرتفعة للتلاميذ الذين لا يتحكمون في الكفايات الدنيا في القراءة والعلوم والرياضيات والتي تصل إلى الثلثين في معظم المستويات الدراسية.
وأشار ناجي إلى أن التلميذ المغربي المتوسط الحاصل على البكالوريا لا يعد بميزان جودة التعليم حاصلا سوى على ما يعادل المستوى الثاني إعدادي، حسب تقديرات البنك الدولي.
وختم الخبير التربوي حديثه بالقول: “ينبغي أن نتحلى بشجاعة الاعتراف بالواقع كما هو مبين بالأرقام في التقارير الوطنية والدولية وننكب بجدية على معالجة الاختلالات العميقة التي تعاني منها المنظومة التربوية المغربية، وليس استيراد حلول مفترضة من دول تعيش معنا الأزمة التربوية نفسها”.