تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في عملية أمنية مشتركة ومتزامنة مع المفوضية العامة للاستعلامات التابعة للشرطة الوطنية الاسبانية، صباح اليوم الثلاثاء، من تفكيك خلية إرهابية تنشط في كل من الناظور ومليلية، يشتبه في ارتباطها بتنظيم داعش .
وأوضح بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية أن التدخلات الأمنية التي باشرتها عناصر القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أسفرت عن توقيف شخصين بمدينة الناظور، بينما أوقفت السلطات الإسبانية المختصة تسعة أعضاء آخرين ينشطون في إطار نفس الخلية الإرهابية بمدينة مليلية.
وفي هذا الصدد قال عبد الرحمان المكاوي، أستاذ جامعي وخبير أمني، لجريدة ” شفاف”، أن العمل الاستباقي الذي يقوم به الأمن المغربي في تفكيك الخليات الإرهابية التي تهدد سلامة الدولة والمواطنين، راجع إلى الخبرة الطويلة التي استقاها في محاربتهم، بناء على المعلومة الصحيحة والدقيقة والعامل البشري الذي يتتبع الأشخاص المطبعين مع هذه الجمعات الإرهابية، فضلا عن التعاون الدولي مع أجهزة الأمنية للدول الصديقة .
وأوضح المكاوي أن العمل الدقيق للاستخبارات المغربية وكيفية تناولها للمعلومة وتحليلها، وكذا التتبع التكنولوجي، هو من جعلها تنجي البلاد من حممامات دم كانت ستأثر على أمنه واقتصاده وتجعله يدخل في فوضى كما وقع في العديد من الدول التي سيطرت عليها هذه الجمعات الإرهابية.
وأرجع الخبير الأمني، سبب بزوغ أشخاص تابعيين لهذه الجماعات في المغرب، إلى عدة عوامل كثيرة، أولها الفقر والجهل والأمية، التي تسهل على هذه الجمعات استقطابهم، خصوصا أنها تتوفر على عائدات مادية ولوجستيكية مهمة تسهل لها استقطاب هؤلاء الشباب في مختلف دول العالم.
أما بخصوص الحلول الممكنة لاجتثاث منابع هذه الجمعات في بلادنا، فيرى المتحدث أن الدولة قامت بمجموعة من الإجراءات المتمثلة في التوعية من خلال دور القرآن والمدارس، بالإضافة إلى الإمكانيات الأمنية التي وفرتها لتتبع كل خطر يهدد المملكة.