يزداد في كل مناسبة أو مسابقة كروية قارية أو دولية الإقبال على أجهزة بث مباريات كرة القدم، خصوصا تلك التي تعرف مشاركة الأندية الوطنية أو كبرى الفرق العالمية، وكذا خوض المنتخب الوطني المغربي لإحدى المنافسات المرتبطة بكأس العالم أو كأس أمم إفريقيا، لكن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها فئة عريضة من المواطنين، جعلت الكثيرين يبحثون عن طرق بديلة لتلك الرسمية من أجل متابعة المونديال المقام حاليا بقطر.
الأزمة تدفع المغاربة للبحث عن بدائل رخيصة
وعاينت جريدة “شفاف” بسوق درب غلف بالدار البيضاء إقبالا متزايد عن أجهزة استقبال القنوات (ريسيفر) الصغيرة الحجم، والتي تتوفر على خدمة “إي بي تي في -IPTV”، وهي اختصار لـ “Internet Protocol Television” أي التلفاز عبر بروتوكول الإنترنت، والتي تمكن من مشاهدة كبرى القنوات العالمية الناقلة للأحداث الرياضية العالمية بشكل حصري، وهي آلية غير قانونية كونها تعتمد على قرصنة محتويات الشبكات التلفزيونية وإعادة بثها عبر هذه الوسائط لفائدة المشتركين مع محدثي نظام البث التلفزي الرقمي المقرصن.
ووفق ما استقيناه من مجموعة من المواطنين، فإن أسباب تفضيل سيرفر “IPTV”، سواءً عبر اشتراكات جديدة أو شراء أجهزة تلفاز أو مستقبلات تكون حاملة بشكل مسبق لهذه الخدمة، يعود لسهولة استخدام هذا النظام الذي لا يتطلب غير صبيب إنترنت متوسط، إضافة لسعرها المناسب، والذي يقل كثيرا عن أثمنة الاشتراك في القنوات المشفرة التي تنقل كبرى البطولات، مثلما هو الأمر مع “بي إن سبورت – beIN SPORTS”.
المستقبَل للتلفزيون المرتبط بـ “IPTV“
وأبرز العديد من المختصين لجريدة “شفاف” في مجال التقاط الأقمار التلفزيونية والأجهزة الإلكترونية المرتبكة بذلك، أن مهنة تركيب الأطباق الهوائية لالتقاط الأقمار متجهة نحو الزوال، بفعل تطور نظام “IPTV”، الذي يجعل من السهل على الشخص مشاهدة مختلف القنوات العالمية بكل أريحية مع ضمان الجودة.
وفي هذا السياق، أبرز مصطفى، وهو أحد العاملين في مجال تركيب الصحون الهوائية وصيانتها، في تصريح لـ “شفاف”، أنه صار نادرا ما يتصل به الزبائن، كون أن الجميع اتجه نحو استخدام نظام “IPTV”، ولم يعد هناك اهتمام باستقبال الأقمار الأجنبية ومشاهدة القنوات المفتوحة أو المشفرة عليها، التي يتم كسر تشفيرها بسيرفرات “الشيرنغ”، والتي بدورها يتم اقتناؤها من “المقرصنين” لتشغيل هذه الخدمة، والتي تتطلب وجود أطباق و إنترنت معا، علما أنها تتأثر وتنقطع في حالة كانت هناك رياح أو أمطار قوية، كما أنها لا تستطيع كسر قنوات “بين سبورت” أو ما يشبها من قنوات قوية التشفير، على عكس الأولى التي لا تتطلب إلا صبيب أنترنت يكون على الأقل متوسط السرعة.
وأضاف مصطفى أن الأطباق المستقبلة للأقمار في طريقها للاندثار، كون أن الأجهزة المرتبطة بالإنترنت أصبحت هي الرائدة في تقديم مجموعة من الخدمات المتميزة والتي لا توفرها سابقاتها، إضافة إلى أن أسعارها صارت جد مناسبة لمختلف الشرائح الاجتماعية، موضحا أن مبلغ 150 درهما يبقى كافيا من أجل الاستمتاع بباقة من آخر الأفلام والمسلسلات والقنوات العالمية بضغطة زر واحدة ودون التخوف من تغير أحوال الطقس خلال فصل الشتاء، وانقطاع البث نتيجة ذهاب أو ضعف الإشارة.
تراجع الإقبال على اقتناء أجهزة “beIN”
وفي تصريح لـ “شفاف”، قال عبد الهادي وعدود، تاجر الأجهزة الإلكترونية بسوق درب غلف بالدار البيضاء، إن قبل أسبوعين من الآن زاد الإقبال ولا يزال على اقتناء سيرفرات “IPTV”، والتي تختلف أثمانها وفقا للجودة وشبكات القنوات التي يتيحها كل واحد منها، حيث تبدأ من 150 درهما وتصل إلى 1000 درهم، إضافة لشراء أجهزة الاستقبال أو التلفاز التي تمكن من الاستفادة من هذه الخدمة.
وأضاف وعدود أن الأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد حاليا، جعلت كثير من المغاربة الذين كانوا يشتركون في باقة القنوات “بي إن سبورت”، والتي تكلف 1500 درهم لمشاهدة كأس العالم فقط خلال مدة تقل عن شهر، إضافة إلى أن من يرغب بالاشتراك بشبكة التلفزيون القطرية لأول مرة مطالب بأداء 4900 درهم، والتي يدخل فيها ثمن جهاز الاستقبال “beIN SPORTS”، إضافة لمدة سنة لمتابعة المنافسات الرياضية الموسمية، إلى جانب القنوات الخاصة بنقل المونديال.
وأوضح المتحدث ذاته، أن البدائل الرخيصة لـ “beIN SPORTS” جعلت الكثيرين أيضا يهجرون الشبكة القطرية، لصالح شاشات التلفزيون التي تبدأ أثمنتها من 1000 درهم، وأجهزة الاستقبال التي يتراوح متوسط ثمنها ما بين 250 و300 درهم، والتي تعد مواصفاتها متوسطة الأداء، إضافة لأن الأهم فيها هو قدرتها على تشغيل خاصية “IPTV”، التي توفر الفرجة ومتابعة أشهر الباقات الإعلامية على المستوى العالمي.