ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، بنقاش حول أسباب تغيير صورة إحدى المقررات الدراسية للغة الفرنسية بالمستوى الابتدائي، مع الإبقاء على النص المرافق لها كما هو، والتي تهم جزءا من قصيدة شعرية للكاتب المغربي الطاهر بنجلون.
وعلق الباحث والمفكر الدكتور إدريس الكنبوري، قائلا إنه يبدو أن الكتاب المدرسي في المغرب لم يعد وسيلة للتعليم؛ بل تحول إلى أداة حرب؛ فما بين مقرر يخرج الصحراء من التراب المغربي؛ وآخر يستهدف قيم المغاربة؛ أصبح الكتاب المدرسي يثير الريبة، وربما سيكون على الأسر المغربية قريبا أن تخصص أوقاتا للمراجعة مع أطفالهم بعد العودة من المدرسة كل مساء؛ لمسح ما تلقوه خلال اليوم وشحنهم بالقيم الدينية والوطنية.
وأضاف الكنبوري في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن في الصورة صفحة من مقرر الفرنسية للرابعة ابتدائي لهذا العام؛ وتقابلها نفس الصفحة من نفس المقرر للعام الماضي قبل أن يتم تعديله؛ لكن التعديل مس صورة المادة؛ حيث تظهر البنت وأمها بالحجاب في المقرر السابق؛ وبدون حجاب في المقرر الجديد.
ولفت الباحث والمفكر المغربي إلى أنه يعتقد أن “معدي المقرر كانوا على حق، فالفرنسية اليوم أصبحت رمزا للاستعمار؛ وفرنسا تحارب الحجاب؛ ويجب أن يكون مقرر الفرنسية منسجما مع السياسة الفرنسية؛ فإذا كانت فرنسا تحارب الحجاب فيجب حذفه من المقرر؛ وبهذا يفهم التلميذ أن اللغة هوية لا مجرد أداة”.
وتابع القول: “إنه العبث، قبل أيام كشف مواطنون وآباء وجود مقرر الفرنسية به صور وتماثيل مخلة بالحياء؛ وآخر يشجع على الشذوذ الجنسي بطريقة غير مباشرة؛ واليوم يظهر هذا المقرر؛ وربما هناك ما هو أكبر”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن هناك “نوع من الهجوم على القيم الوطنية والهوية المغربية؛ وانتهاك صارخ لحقوق الأطفال؛ لأنه لا يحترم هويتهم وخصوصياتهم، ولا بد أن يقال بأن الأمر مجرد صورة ولا داعي لكل هذا؛ وهذا صحيح لو أن معدي المقرر لم يعتبروا الأمر ((مجرد صورة” بل فهموا أن وراء كل صورة رسالة؛ فغيروا الصورة لتتغير الرسالة”.
واستطرد قائلا: “نحن دائما سنبدأ من الصفر؛ ونناقش أمورا كان يجب أن تكون من المسلمات؛ وهذا يسمى الاستنزاف؛ أي خلق قضايا يختلف فيها المواطنون حتى يستنزفوا قوتهم جميعا ولا يفوز أحد؛ وأكبر مجال يستنزف طاقات البلد وأمواله ووقته هو التعليم؛ لأن المطلوب غير متاح؛ والمتاح غير مطلوب”.