ساهم تقارب الرؤى بين المغرب وتركيا مؤخرا في الجانب الاقتصادي والدفاعي، واعتبار المملكة إحدى بوابات هذه الأخيرة نحو تعزيز التجارة والعلاقات الدبلوماسية مع دول القارة الأفريقية “ساهم” في بروز تركيا كشريك استراتيجي للمملكة في إطار سياسة تنويع الشراكات التي ينهجها المغرب .
وعلاقة بالموضوع، قال الخبير الاقتصادي عمر الكتاني، في تصريح لجريدة “شفاف”، أنه من الجيد أن تصبح تركيا حليفة للمغرب، خصوصا في الأجانب الاقتصادي، إذ سيكون له الأثر الإيجابي على وضع اقتصاد البلدين.
وأبان الكتاني، أن علاقة المغرب مع الدول الغربية تتطلب الحذر، خصوصا أنها بينت محدوديتها وأن العقلية الاستعمارية لم تتغير، ولهذا وجب على المملكة أن تعمل على إحياء علاقاتها مع الدول الإسلامية خصوصا في الفترة الراهنة، إذ سيكون لها فوائد كثيرة.
وتمنى المتحدث ذاته، أن تصبح تركيا حليفة بديلة لحلفاء المغرب التقليديين، خصوصا أن الميزان التجاري لهذه الأخيرة يتفوق على المغرب، وهذا يدل على أن المنتوج التركي متنوع أكثر من المنتوج في البلاد، وعلى المملكة أن تستفيد من التجربة التركية في الجانب الاقتصادي والتكنولوجي.
والملاحظ حسب الكتاني، أن الأتراك كلما تفاوض المغرب معهم يقدمون له تنازلات ويتقبلون شروط المملكة دون أي تردد، وهذا يدل على أن تركيا تريد أن تنمي علاقاتها بين الدول الإسلامية، ولديها عقلية النظرة المستقبلية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن المغرب لديه مصلحة كبيرة في تنمية الاقتصاد مع تركيا، كونها دولة صناعية وتجارية ولديها تكنولوجيا، وبما أن المملكة بدأت تظهر طموحها بالانتماء إلى الدول الصاعدة اقتصاديا مثل البرازيل وتركيا، فعليها أن تعمل على تنويع شركائها.
وفي السياق ذاته، تأسف الكتاني، على وضع العلاقات الإيرانية المغربية، وتمنى أن يحدث تقارب بينهما من جديد، إذ على النظام الإيراني أن يستوعب أن السنة والشيعة هم إخوة ومسلمين، وتلك الصراعات العقيمة التي لا تجلب سوى الخراب.
وأبرز الخبير الاقتصادي، أن صداقة المغرب بأمريكا تحت الرقابة، ولايمكن للمملكة أن تنام وتقول أنها بأيادي أمينة، إذ وجب عليه أن ينوع شركائه، وعلاقاته الخارجية، خصوصا إذا فكرت إحدى الدول الحليفة حاليا أن تقوض حركته في مختلف المجالات سيجد نفسه منفتح على شركاء أخرين، ولا يتأثر اقتصاده.
وأضاف الكتاني، إلى أنه على المغرب أن يستفيد مما وقع له مع بعض الدول الأوروبية، وألا يضع رقبته تحت رحمة أي دولة مهما علا شأنها، وأن يكون منفتح الشراكات، لكي يتمكن من تجاوز الأزمات المستقبلية.
وأورد المتحدث عينه، أن تركيا حاليا عليا ضغط كبير من أوروبا وأمريكا ويحاربونها لأنها فقط لديها بعض التوجهات لمصلحتها ولاتروق لهم رغم تواجدها في الحلف الأوروبي والأمريكي، بسبب أنها دولة مسلمة، وعليه لن يتركوها تتقوى.
وأمام التضاربات والتحالفات الاقتصادية والسياسية العالمية، أكد الكتاني، إلى أنه وجب على المغرب التفكير في السلوكيات المتعلقة بالمواقف الدينية، خصوصا أن الدول الغربية تنظر إلينا كدول لها صراع تاريخي معها، وبالتالي على الدول الإسلامية أن لاتصل إلى مستوى معين من التطور والتقدم والقوة الاقتصادية، لأن أمريكا تعاني من قوة الصين وروسيا ولا تريد قوة جديدة تنافسها على مناطق نفوذها.
وفي الأخير قال الخبير الاقتصادي، أن التعاون المشترك المطلق للمغرب مع الدول، يجب أن يتخذ فيه الحيطة والحذر، وأن يتبنى منطق سوء الضن كي لايقع في صدامات مستقبلة معها.