عادت الدعوى القضائية المرفوعة ضد زعيم ميليشيات “البوليساريو” إبراهيم غالي أمام القضاء الاسباني إلى الواجهة، حيث استمع يوم أمس الثلاثاء، قاضي التحقيق الإسباني إلى عدد من الشهود في هذه القضية، الذين كان من بينهم المعارض لهذه الجبهة الفاضل ابريكة، الذي يتهم قيادة “البوليساريو” بالاختطاف والتعذيب والاحتجاز التعسفي في مراكز سرية بالرابوني.
وفي هذا الإطار، أوضح منتدى داعمي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ “فورساتين”، أن هذا الإجراء الجديد يعد تطورا مهما في مسار القضية، كما أنه يفضح كذب وادعاء “البوليساريو” أمام اتباعها، حيث عملت على الترويج بأن متابعة غالي قضائيا قد انتهت وتمت تبرئته من كل التهم الموجهة إليه، ليأتي القضاء الإسباني اليوم ليؤكد استمرار القضية أمام المحاكم الاسبانية.
وأضاف المصدر ذاته، أن قاضي التحقيق الإسباني استمع لمدة 90 دقيقة للشهود، حيث وضح مولاي ابا بوزيد تفاصيل الاختطاف والتعذيب والاحتجاز التعسفي الذي تعرض له بمعية الفاضل ابريكة في معتقلات الرشيد والذهبية بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.
ولفت منتدى “فورساتين” إلى أن القضاء الإسباني رفض عدة مرات محاولات دفاع غالي إغلاق هذه القضية، والتي يتابع فيها أيضا جلادون آخرون من بينهم البشير مصطفى السيد، والمصطفى محمد علي سيد البشير الذي كان يشغل آنذاك منصب ما يسمى بوزير داخلية “البوليساريو”.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة “لاراثون” الإسبانية، أن ضحايا غالي طلبوا من القاضي الإسباني أن يأخذ في الاعتبار البيان العلني الذي أدلت به قيادة “البوليساريو” في 12 أكتوبر الجاري، والذي أعلنت فيه هذه الأخيرة عن “بدء عملية جبر الضرر لضحايا شعبنا عن الأخطاء التي ارتكبت بحقهم في المراحل الماضية من نضالنا الوطني من أجل التحرير”.
وأوردت “لاراثون” أن الضحايا الذين يبلغ عددهم الآلاف بين المعذبين والمختفين والقتلى، يطالبون بتدخل دولي للتحقيق في الأمر وتحديد المسؤوليات، خاصة وأن “البوليساريو” عبرت عن “إرادتها الصادقة، من أجل استحضار روح المسؤولية والحاجة الملحة لإنهاء المهام العالقة وطي هذه الصفحة المؤلمة”.
وأبرزت الصحيفة الإسبانية أن البيان المذكور لم يوضح شكل الإقرار بالذنب وكيفية تنفيذ هذا الجبر للضرر، مشيرة إلى أن مصادر من الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان أبلغتها بأن عدد الضحايا الذين تسببت فيهم “البوليساريو” في عمليات الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها هذه الميلشيات، وصل لـ 357 ناجي من التعذيب؛ وحوالي 100 مختفي و189 شخص تعرض للقتل.
وتابعت القول إن قرار “البوليساريو” مرتبط بالاضطرابات الداخلية المتزايدة ضد قيادة هذه المليشيات برئاسة إبراهيم غالي، والتي انعكست في المقالات المنشورة في وسائل الإعلام لحركة المجموعة نفسها، موضحة أن مؤتمر هذه الحركة يقترب والصراعات الداخلية المنطقية من ناحية أخرى قد بدأت، وذلك دون التقليل من شأن الدور الذي قد تلعبه الجزائر في هذه القضية برمتها.
جدير بالذكر أن القضاء الإسباني قد استمع سابقا إلى زعيم جبهة “البوليساريو”، المتهم بجرائم تتعلق بالتعذيب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، حيث مثل عبر تقنية الفيديو أمام سانتياغو بيدراز، القاضي بالمحكمة الوطنية الإسبانية، وهي أعلى جهة قضائية جنائية في إسبانيا.