هددت الفرق والأطر الرياضية في مختلف الألعاب الرياضية بإقليم الراشيدية خصوصا، و جهة درعة تافيلالت عموما، بالانسحاب من البطولات الوطنية والمحلية والإقليمية، في حالة لم يتوصلوا بالدعم المخصص لهم من طرف المجالس العمومية المحلية والإقليمية والجهوية.
وعبر عدد من الرياضيين بالمدينة لـ “شفاف” عن امتعاضهم من الطريقة التي يتم بها تدبير الشأن الرياضي بالراشيدية والتي من تجعلهم يواجهون اللامبالاة والتهميش في ظل انعدام الموارد المالية وغياب الدعم للفرق والأطر الرياضية بالإقليم بات يجبرهم التفكير جديا في الانسحاب من التظاهرات الرياضية، علما أن الأندية المحلية تتبوأ الصدارة في البطولة الوطنية يتقدمها فريق كودير فرع كرة اليد الذي يمارس بالقسم الممتاز ذكورا وإناثا وفريق كودير فرع كرة القدم الممارس بالقسم الثاني هواة وفريق كودير فرع كرة الطائرة وفريق نادي الرشيدية لكرة السلة إلى جانب ألعاب القوى التي يحقق أبطالها نتائج مشرفة.
وفي هذا الصدد قال العلمي مصطفى، رئيس نادي الرياضات الرشيدية لكرة اليد، في تصريح لجريدة “شفاف” أن قطاع الرياضة في المدينة يعاني في صمت، مع غياب الدعم المادي رغم النتائج الجيدة التي تحققها الفرق والأطر الرياضية على المستوى الوطني والجهوي.
ودق العلمي، ناقوس الخطر مهددا بالانسحاب من الدوري الأول للبطولة الوطنية لكرة اليد، في حالة لم يتم الإفراج عن المنح المالية المخصصة لهم، خصوصا وأن الفريق لديه مقابلات عديدة هذا الموسم سيتنقل فيها إلى مدن بعيدة كطنجة وتطوان ووجدة والناظور وجرسيف وتازة والرباط .
وتساءل رئيس نادي الرياضات الرشيدية لكرة اليد، “كيف لفريق من إقليم الراشيدية ينافس في البطولة الاحترافية على المراتب الأولى ولا يتحصل على الدعم من مؤسسات الإقليم والجهة كأنها لا يهمها أمر إشعاع اسم المدينة في هذا المجال، فإلى يومنا هذا، ومنذ 4 سنوات يعتمد الفريق على الموارد المالية الخاصة بالأعضاء أو منحة سنوية بسيطة تقدمها الجامعة “.
وأوضح العلمي، أن نادي الرياضات الراشيدية، رغم غياب الموارد المالية إلا أنه حقق نتائج رياضية جيدة على مستوى الإناث والذكور في الموسم الماضي، إذ احتل فريق الذكور المرتبة الخامسة، فيما تمكنت الإناث من حصد المرتبة الثانية، ووصلن إلى ربع نهاية كاس العرش.
وأبان المتحدث أن قطاع الرياضة في مجلس الجهة خصص له أكثر من مليار سنتيم، ولا زال الدعم موقوف التنفيذ من طرف المجلس ورئيس المجلس الإقليمي، الذي لا يخصص أي دعم في مجلسه للرياضة منذ انتخابه للولاية الثانية، لأسباب مجهولة وغير مفهومة خاصة أن باقي المجالس الإقليمية في الجهة تخصص منحا للجمعيات الرياضية.
وأفاد العلمي، أنهم اتخذوا كافة السبل وعقدوا جلسات مطولة مع رئيس المجلس الإقليمي ورئيس الجهة، من أجل الإفراج عن الدعم للمستفيدين دون أي نتيجة تذكر لحد الآن.
وأورد المتحدث، أن فريقه يحتاج شهريا إلى ما يقارب 60 ألف درهم من أجل تغطية المصاريف العادية للفريق من تنقل ومأكل ومشرب وأجور للاعبين، وفي غياب الدعم ستقطع أجور من يمتعشون بهذا المجال، لأن فريقه وصل مرحلة اللاعودة بسبب غياب الموارد المالية.
واستنكر المتحدث، استمرار سياسة الإقصاء الممنهج الذي تتعرض له الرياضة بصفة عامة وفريقه بصفة خاصه، كونه حقق نتائج رياضية ممتازة وطنيا، ولم يتلقى الدعم السنوي الذي تقدمه المجالس المنتخبة، خصوصا أنه مرحليا في حاجة إليها كون لدى فريقه إكراهات مادية كبيرة ولا يتوفر على أموال في حسابه البنكي.
وندد رئيس نادي الرياضات الرشيدية لكرة اليد، بالحصار المفروض على الرياضية والفرق الرياضية الجادة مند سنوات، من طرف المسؤولين في إقليم مدينة الراشيدية، وأكد أن هدفهم هو القضاء على الرياضة بمختلف ألوانها والفرق الرياضية ودفعها إلى الاختفاء في المدينة والإقليم والجهة.
واعتبر العلمي، أن عدم توزيع الدعم من طرف مسؤولي الإقليم خصوصا في الظرفية الراهنة يعتبر إجهاضا للرياضة ومساسا خطيرا بحقوق الجمعيات والأطر الرياضية.
وطالب المتحدث والي جهة درعة تافيلالت وعامل إقليم الرشيدية، ورئيس مجلس الجهة، ورئيس المجلس الإقليمي، أن ينقذوا الرياضة في الرشيدية من الكارثة المحدقة بها، وأن يباشروا بتسريح الدعم للمستفيدين الذين يكابدون العناء والويلات في صمت.
وأبرز رئيس نادي الرياضات الراشيدية لكرة اليد، أن مدينة الراشيدية تتواجد فيها عدة أندية رياضية متألقة منضبطة تنتظر أن يلتفت إليها المسؤولون لإنقاذ موسمها الرياضي من كارثة تحذق بها، في غياب كلي للدعم المتواضع.
وشجب المتحدث، تصرف المسؤولين بهذه المجالس، خصوصا أن الأموال متواجدة وتحتاج فقط إلى التأشير لتوزيعها على الفرق الرياضية والأطر في إطار اتفاقيات مضبوطة بواجبات والتزامات متبادلة كما هو الشأن في باقي الجهات بالمملكة، إذ لايمكن لفريقه أن نواجه فرق مدعومة في جهاتها وفي نفس الوقت يحقق نتائج جيدة رغم الفوارق الموجودة خاصة في ظل الوضع الكارثي الذي تعيشه الرياضة في هذه الجهة المهمشة.
وأضاف المتحدث أن تلك التصرفات تعمل على ضرب قطاع الرياضة بالإقليم عامة ومدينة الرشيدية خاصة، المتوفرة على أندية شقت طريقها بثبات وثقة نحو تحقيق المزيد من المراتب المشرفة نتيجة وأداء ووجدت لنفسها مكانة في البطولة الاحترافية وضمنت الصفوف الأولى سواء الفرق النسوية أو الذكورية.
وارتباطا بذات الموضوع، ربطنا الاتصال بـ أبو الحسن، رئيس المجلس الإقليمي، لاستفساره بشكل شخصي حول حقيقة الاتهامات الموجهة له بخصوص عرقلة صرف المنح المخصصة لقطاع الرياضة بإقليم الراشيدية، لكنه فضل عدم الإجابة عن أسئلتنا عبر الهاتف مشترطا أن ننتقل من مقر الجريدة في الدار البيضاء صوب مكتبه بالراشيدية لأخد تصريح منه حول الموضوع وهو الأمر الذي يبدو من الوهلة الأولى أنه مجرد محاولة من الرئيس للتملص من الإجابة والتهرب من المسؤولية لاسيما وأننا ربطنا الاتصال به لفتح المجال أمامه للرد على الاتهامات الموجهة له وعرض وجهة نظره لكن المعني بالأمر لم يبدي أي تعاون أو مرونة في التعاطي مع أسئلة الجريدة التي تحاول في الأول والأخير تنوير الرأي العام المحلي والوطني حول المشاكل التي تعيشها المدينة والجهة ككل .
وفي السياق ذاته، ربطنا الاتصال برئيس مجلس الجهة، هرو برو، ل لاستفساره حول الاتهامات الموجهة له من الفرق والأطر الرياضية بعرقلة صرف المنح المخصصة لهذا القطاع، لكننا لم نتوصل بأي رد .