قال علي الغنبوري، رئيس مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي، إنه الغريب والمثير للتساؤل أن نرى اليوم وزراء في الحكومة ومسؤولي أحزابها يعلنون بكل وضوح أنهم بدأوا حملتهم الانتخابية، رغم أن موعد الاستحقاقات لا يزال بعيدا، مبرزا أن في المشهد أمناء أحزاب الأغلبية الحكومية، الذين يشغلون مناصب وزارية، يعلنون بوجه مكشوف عن انطلاق حملة انتخابية سابقة لأوانها، وكأن الأولوية لم تعد لتدبير الشأن العام ولا للاستجابة لانتظارات المواطنين، بل للتنافس الانتخابي في أفق الاستحقاقات القادمة.
وذكر الغنبوري في منشور له على حسابه بـ”فيسبوك”، إن الوزراء اليوم ليسوا مجرد زعماء سياسيين، بل هم مسؤولون عن إدارة قطاعات حيوية وحل مشكلات الناس، ومن غير المقبول أن تتحول مؤسسات الدولة إلى منصات للترويج الحزبي في فترة يفترض أن تكون مخصصة للعمل الجاد والمسؤول.
وأضاف أن العبث الحقيقي هو أن يتم تسييس العمل الحكومي بشكل فج، حيث يصبح الانشغال بالمصالح الحزبية والانتخابية هو القاعدة بدلا من الانكباب على تنفيذ برامج الحكومة التي انتخبوا من أجلها، فاحترام قواعد اللعبة الديمقراطية يعني الالتزام بالمسؤولية التي يحملها هؤلاء الوزراء اليوم، وتأجيل أي نقاش انتخابي إلى حينه، لضمان نزاهة العملية السياسية واحترام إرادة الناخبين.
وأردف أن هذا الوضع يطرح أسئلة جوهرية حول مصداقية العمل الحكومي وجدوى مشاركته في بناء الثقة مع المواطن، ومن بينها الكيفية التي يمكن للمواطن من خلالها أن يثق بها في مسؤول يخلط بين منصبه الحكومي ودوره الحزبي، وكذا الطلب من الناس الإيمان بالمؤسسات إذا رأوا أن من يديرها يضعها في خدمة أجنداته الشخصية والحزبية.
وشدد على أن احترام المؤسسات يبدأ من فصل الأدوار واحترام الزمن السياسي، مبرزا أنه على المسؤولين اليوم أن يدركوا أن الشعب يراقب، وأن من العبث أن تتحول الحكومة إلى حملة انتخابية مستمرة على حساب حاجيات المواطنين وتطلعاتهم.