شجب محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، في تدوينة له على موقع فايسبوك، ما أسماه الفساد الذي ينخر منظومة العدالة في المغرب.
وأدان الغلوسي، “استعمال المال في منظومة العدالة، الذي يتسبب بإهدار الكرامة والحقوق وتقويض فكرة القانون، وتذكي الشعور بالظلم والحيف وضعف الأمن بمعناه الاجتماعي، وهو ما يدفع الناس إلى فقدان الثقة في كل شيء”.
وقال الغلوسي، “لا يمكن للقاضي أن يشعر بالكرامة وأن ينتج العدالة، وهو يجلس في مكتب صدئ لا تتوفر فيه شروط الإنتاج وبجواره زملاء له في مساحة ضيقة جدا لا تحفظ المعلومة وسريتها”.
وأضاف الغلوسي، إلى” أن ظروف اشتغال هيئة القضاء صعبة جدا، خصوصا عندما يلج أحد المرتفقين مكتب القاضي، إذ يشعر الأخير بالخجل من الوضع الذي هو فيه ويردد في قرارات نفسه هذه هي صورة القضاء والقاضي في المجتمع المغربي”.
وأردف لغلوسي، “لايمكن للأمم أن تتقدم وصورة القاضي ورمزيته تتمرغ في الوحل، ولايمكن تحقيق العدالة كقيمة إنسانية، ونساء ورجال الدفاع مستهدفين في رسالتهم الخالدة”.
وأبان الغلوسي، ” إلى أن هناك من يسعى إلى جعل الفساد والرشوة قدرا محتوما لا مفر منه وما على الناس إلا القبول به والتطبيع معه وهو منحى خطير جدا يهدد مقومات الدولة والمجتمع”.
وأوضح الغلوسي، “إن الخطر هو أن يتحول الفساد إلى ثقافة وسلوك يومي، حينها لن تنفع لا المساطر ولا السجون في مواجهته”.
وفي الأخير، قال الغلوسي، “إن واقع العدالة اليوم يتطلب إرادة سياسية حقيقية تقف خلف إصلاحات حقيقية وجوهرية لمنظومة العدالة والحزم في مواجهة كافة أشكال الانحراف والفساد قبل فوات الأوان”.