اعتبر الناشط الحقوقي محمد الغلوسي، أن سياسة البعض في قضية مغني “الراب” طه فحصي المعروف بـ “طوطو” نجحت في جر جزء من الرأي العام المغربي إلى حصر الموضوع فيه، وتقديمه للمقصلة ليصبح كبش فداء وحده، معتبرا أن المسؤولية بخصوص هذه الفضيحة تقع على محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، باعتباره يقود الجهة التي نظمت الحفل الذي عرف الإخلال بالحياء العام، مشيرا إلى أن ما قاله “الرابور” المذكور وتفوه به خلال تلك المناسبة يشكل انزلاقا أخلاقيا وقانونيا غير مقبول.
وأبرز الغلوسي، المحامي ورئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن “طوطو” وغيره من الأنماط الأخرى المشابهة التي تشكل حبوب تخصيب ونشر التفاهة لم تنزل من السماء كقدر محتوم، وإنما هي سياسة أريد لها أن تتوسع كالنار في الهشيم وحازت على كل الإمكانيات والامتيازات والوسائل لتقتحم كل المجالات.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه هكذا أصبح “طلاق دنيا باطمة وحمزة مون بيبي وتصريحات عادل الميلودي وحموضة روتيني اليومي أخبارا عاجلة ومباشرة تجهز لها الكاميرات والميكروفونات، ويصبح ذلك سبقا صحفيا و”سكوبا” يعتلي صفحات بعض المواقع.
وأشار الناشط الحقوقي إلى أن هذا النوع أريد له أن “يشكل نموذجا في المجتمع لدفع المثقفين والنخب الفكرية والفنية والإعلامية الجادة للتواري للخلف، واستهدافهم وتقديمهم للمجتمع كحالات شاذة ومعقدة غير قادرة على مواكبة تحولات العصر، وفهم متطلباته ومتطلبات أجياله الصاعدة وذلك للاستفراد بالمجتمع وإحكام القبضة عليه ليصبح مثل الفريسة أمام مفترسها، وهو أمر خطير لأنه يدفعنا الى مصير مجهول سيجد فيه الجميع دولة وشعبا نفسه أمام حالة فراغ مهول لا يمكن التنبؤ بنتائجها على مستقبلنا”.
وحذر رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، من نصب المشانق لـ “طوطو” الذي وجد نفسه دون أن “يدري ذلك كحطب في معركة أكبر منه وترك المسؤولين عن هذه الفضيحة بعيدا عن كل مساءلة، يتعلق الأمر بوزير الثقافة الذي استقدمه إلى مهرجان الرباط، وهو على علم بشخصية طه وأغانيه ووفر له المنصة ليفضح ويرفع الغطاء عن السياسة الثقافية المنتهجة منذ عقود من الزمن”.
ولفت الغلوسي إلى أن وزير الثقافة دعم ذلك من المال العام، وأن هناك من يطلب من “طوطو” أن يعتذر عما قاله وهو ما قام به، وحُصرت المعركة بينه وبين بعض المشتكين الذين لجؤوا إلى القضاء وهذا حقهم المشروع”، مشيرا إلى انتظاره اعتذار الوزير ومحاسبته عن زلاته، كون ذلك يعد من أبجديات المسؤولية العمومية، مستدركا القول “لكن في بلدنا العزيز تمر الفضائح تلو الفضائح ولا شيء يقع للمسؤولين عنها ويتم الاكتفاء دوما بأكباش فداء”.
جدير بالذكر أن “الرابور” طه حفصي نظم أمس الأحد، لقاءً صحفيا بالرباط، أشار من خلاله لوجود سوء فهم واختلاف للأفكار بين الأجيال، مقدما اعتذاره لمن لم يفهم قصده، كما أبرز محاميه عبد الفتاح زهراش أن الدعاوى القضائية المرفوعة ضد موكله ستأخذ مجراها، وأنه سيتم الاستماع لـ “طوطو” من طرف الضابطة القضائية حول المنسوب له في قادم الأيام.