طالب الفنان محمد العنقاوي، الممثل ومدير جمعية “مسرح الزهور” بالالتفات له ولكافة المسرحيين من طرف المسؤولين على قطاع الثقافة، الذي صار يعاني مشاكل عدة، خصوصا على مستوى التجاوب والتفاعل مع مطالب الفنانين الذين أعطوا الكثير في هذا المجال على مستوى الساحة الفنية المغربية.
وكشف العنقاوي -الذي يمارس المسرح منذ اقتحامه لهذا المجال وتنشيطه لعروض مسرحية بالمسيرة الخضراء سنة 1975- في تصريح لجريدة “شفاف”، عن دخوله في إضراب عن الطعام مع تنظيمه وقفات احتجاجية يوم الثلاثاء المقبل، أمام كل من مسرح محمد الخامس، والبرلمان، ومديرية الفنون الجميلة قطاع الثقافة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالرباط، لمدة ساعتين أمام كل واحد من هاته الإدارات الأربع.
وأرجأ الفنان المسرحي ذاته، سبب احتجاجه إلى الإهانات والتعامل السيئ للمسؤولين بوزارة الثقافة والشباب والتواصل مع الفنانين القدامى الذين ليس لهم دخل قار ولا تقاعد ولا تغطية صحية ولا دعم عن الأعمال الفنية، والذي يعد هو واحد منهم، داعيا الملك محمد السادس إلى التدخل في هذا الموضوع، وذلك بعد أن أوصدت جميع الأبواب في وجه.
وعبر الفنان البالغ من العمر 72 عاما، عن تذمره من عدم الإجابة على مراسلاته واتصالاته الهاتفية والتعامل غير اللائق للفنان من طرف إدارة مسرح محمد الخامس والكتابة الخاصة لوزارة الثقافة (الفنون الجميلة)، وكذا وزارة الثقافة والشباب والتواصل، والذين وفقه يماطلون في الاستجابة لطلبات الفنانين المشروعة، مشيرا إلى وجود نوع من الانتقائية، من خلال دعم الوزارة الوصية للمغنيين والرسامين وحتى المسرحيين الهواة وغيرهم، مضيفا أن تم استثناء الممثلين المحترفين، الذين تعتبر خشبة المسرح مصدر رزقهم الوحيد.
وفي مراسلة من الفنان عنقاوي لمحمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، والتي حصلت “شفاف” على نسخة منها، أبرز الأول عدم توصله برد عن مراسلتين سابقتين له في الموضوع خلال ماي وغشت السابقين، والتي كشف فيها رئيس جمعية “مسرح الزهور” أيضا عن أنه يعيش وضعية مزرية، مطالب بمعالجة الملف المطلبي الخاص بهذا الموضوع، والمتعلق بمعاناة وإهمال الفنانين القدامى، والذين أعطوا للفن المسرحي المغربي الكثير دون أن يأخذوا ولو القليل من ذلك، ليعانوا في صمت ويغادروا الدنيا دون ضجيج، والذين كان آخرهم الراحل نور الدين بكر.
وفي السياق ذاته، توصلت جريدة “شفاف” بمعطيات تفيد أن محمد بن حساين صار هو الآمر والناهي بمجال الثقافة، بعد أن أضاف منصب مستشار لوزير الشباب والثقافة والتواصل بنسعيد، إلى مهامه كمدير للمسرح الوطني محمد الخامس، حيث برز مبدأ تفضيل جهات على حساب أخرى في مسألة منح الدعم، إضافة للغياب الدائم لهذا الشخص عن مقر المسرح بالرباط وعدم تجاوبه مع المهنيين في القطاع بالشكل المطلوب.
وأشار العنقاوي إلى أن الأوضاع ازدادت سوءا مع الوزير بنسعيد، وأن المسرح اليوم سائر نحو الاحتضار، حيث ضاعت حقوق عديد الفنانين، في ظل التجاهل وترك الفنانين مبهمين لا يعرفون ما يفعلون، لافتا إلى أن فرقته “مسرح الزهور” منذ سنة لم تعمل، وأنه تم وعده هاتفيا بتقديم عرضين، ما جعله يُعد كافة الإجراءات والأمور اللوجيستيكية من أجل تنظيم تلك المسرحيات، لكنه صدم حين تقدم بطلب العروض لمديرية الفنون الجميلة، حيث أخبروه أنه لا يوجد أي مسؤول لاستقبال طلبه أو التفاعل معه بخصوص الرفع من عدد العروض والدعم المقدم في هذا الصدد.
وتابع القول إن أحد الموظفين طالبه بشكل فج وأسلوب ديكتاتوري في غياب تام للآداب وحسن التعامل، بمقر قسم المسرح بالرباط، بعدم القيام بأي نشاط حتى يتصلوا به، وهو ما لم يتم لحدود الساعة، ليعلق بالتالي أمر الدعم الهزيل الذي ترتبط به أسر هؤلاء الفنانين وغيرهم مما يشاركون في الإعداد للأعمال المسرحية، مبرزا أنه حاول التواصل مع كل من محمد بن يعقوب، مدير مديرية الفنون الجميلة قطاع الثقافة، وكذا مديرة قسم المسرح، لكن دون جدوى، حيث كان مصير مجهوده وعمله المماطلة والتهرب من عقد لقاءات للحديث معه في الموضوع.
وأوضح المتحدث ذاته، أنه لحدود الآن لم تتوصل فرقتهم بالدعم المخصص للترويج للجولات المسرحية الوطنية في دورته الثانية والأخيرة لسنة 2022، والتي من المرتقب أن تنتهي في 5 أكتوبر الجاري، داعيا كل من الوزير بنسعيد، والمسؤول بن حساين، إلى الإنصات لهده الفئة من الفنانين التي ينتمي لها والتي يتواصل تهميشها، والرد والتفاعل مع طلباتهم بخصوص تنظيم عروض بالمسرح الوطني وباقي المسارح في المملكة، بما فيها تلك المتواجد بأقاليمنا الصحراوية.
ووفق ما حصلت عليه جريدة “شفاف” من معطيات، فإن وزارة الشباب والثقافة والتواصل بمختلف مديرياتها تركز في القطاعات والأنشطة التي تحظى بجماهيرية أكبر، فيما تهمل المجالات والشخصيات التي ترى فيها أنها لن تكسب المسؤولين بالوزارة الوصية إشعاعا ورصيدا ولو صوريا لدى المجتمع وداخل الحكومة، حيث برز لنا أن هناك تصميم وبرمجة مسبقة لتقديم الدعم حتى قبل تقديم طلبات العروض من الفنانين.
وكشفت لنا مصدر مطلع، عن أن مسؤولا بالوزارة المذكورة طرح على جهة ما مبلغ الدعم الهزيل الذي ستتلقاها حتى قبل تقديمها لطلب العروض، والذي لن يغطي وفق ما اطلعنا عليه ولو جزءًا بسيطا من متطلبات العرض، لا من ناحية اللوجيستيك أو أجور الفنانين، إذ لم تتجاوز قيمة دعم العرض الوحيد 2.5 مليون ستنيم، في عمل يتجاوز عدد الأفراد المشاركين فيه 15 شخصا على الأقل، وهو ما يطرح عديد علامات الاستفهام والتعجب عن الشكل الذي تسير وتدبر به الأمور داخل وزارة الشباب والثقافة والتواصل.