انتهت أشغال القمة العربية التي احتضنتها الجزائر على مدار يومين، بحضور رؤساء دول وغياب ملوك وأمراء وقادة دول وازنة.
ونجح المغرب خلال القمة في إدراج ملف التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وتسليحها لتنظيمات إرهابية على غرار البوليساريو بالدرونات رغم اعتراض الجزائر التي تستضيف القمة.
وفي السياق ذاته، قال محمد العابدة، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، أن الديبلوماسية المغربية حققت نجاحات على جميع كل الأصعدة خلال القمة العربية مشددا على أن مخرجات القمة كانت كلها في صالح المملكة.
وأبان محمد العابدة في تصريح لجريدة “شفاف”، أن المملكة لديها ديبلوماسية واقعة وطموحة وواضحة، تستطيع الترافع بها في كل المحافل الدولية، واتضح ذلك جليا في قمة الجزائر إذ استطاعت دبلوماسية المملكة بما تملكه من خبرة في إدراج بند التدخل الإيراني في المنطقة العربية عموما والمغاربية خصوصا في البيان الختامي للقمة .
وأوضح أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، أن انعقاد القمة في الجزائر لا يعني أنها هي صاحبة القرار وإنما فقط مستضيفة لها، وبالتالي فالقائمين على الشأن السياسي في الجارة الشرقة لديهم قصور في المعطيات لا على مستوى المضمون أو الشكل.
وأفاد المتحدث، أنه إذا كانت الجزائر لم تفلح في تنزيل البروتوكولات الديبلوماسية وفق ماتقتضيه الأعراف الدبلوماسية خصوصا عند استقبال ممثل الديبلوماسية المغربية ناصر بوريطة، بالإضافة إلى التعامل البئيس مع الإعلام، فلا يرجى منها شيء حاليا.
وأبان محمد العابدة، إن الواقع آنيا يفرض على الدول العربية لم شملها وفتح صفحة جديدة مع بعضها البعض حتى يكون هناك تعامل عربي- عربي، خصوصا أن المنتظم الدولي يعيش بعض الأزمات وعليها أن تتموقع بشكل جيد لتفادي تأثيرات الحروب على المجتمعات العربية.
وأضاف أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، أن الحرب الروسية الأوكرانية هي حرب عالمية ثالثة بالوكالة ولو أنها في الواجهة فقط بين الجيش الروسي والأوكراني، وبالتالي على الدول العربية وخصوصا المغاربية منها أن تعي هذا الأمر وأن تتهيأ وتتموقع في الخريطة الجيوسياسية ، ولكن للأسف الشديد الجزائر لم تفهم هذه الرسائل ولا زالت تعاكس المغرب في وحدته الترابية منذ ستينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا.