شهدت مدينة خنيفرة أول أمس الثلاثاء، 3 حالات انتحار في يوم واحد لأسباب مجهولة، إذ فارق شابان الحياة في عين المكان، في حين تم نقل الضحية الثالثة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية.
وفي هذا الصدد قال علي الشعباني، أستاذ باحث في علم الاجتماع، في تصريح لـجريدة “شفاف”، أن ظاهرة الانتحار سواء في المغرب أو خارجه لا يمكن حصرها، وتعتبر ظاهرة كونية وستستمر مع الإنسان إلى نهاية الحياة .
وبخصوص الدوافع والأسباب التي تجعل الأشخاص يقدمون على الانتحار، يؤكد أستاذ علم النفس، أنها تذهب معهم ولا يعلمها أحد غيرهم، وما يطرحع المختصون من أسباب ودوافع تبقى فقط تكهنات خاصة بهم أو بالمحيطين بالشخص المنتحر.
وأبان المتحدث، أن المتخصصين دائما ما يربطون الإقدام على الانتحار بعوامل اجتماعية ونفسية ومرضية واقتصادية، بالإضافة إلى التفكك الأسري والأمراض النفسية المختلفة أو الاكتئاب، وهذه العوامل كلها أو جزء منها يمكن أن ترسخ فكرة الانتحار عند الإنسان في حالة وصوله إلى مرحلة صعبة.
وأوضح الشعباني، أن ما يتوصل إليه الأطباء النفسيون أو المختصون يعتبر فقط إسقاطات مع قراءة بعض العوامل النفسية والظروف العامة أو بعض الأسئلة التي تجمع من محيط الشخص المنتحر لتحديد الأسباب التي أدت به إلى الانتحار.
وأضاف المتحدث، أن الشخص الذي يفشل في الانتحار لا يصرح بالأدلة القطعية والحقيقية التي دمرت نفسيته ودفعته إلى محاولة إنهاء حياته.
وفي السياق ذاته، دعا الشعباني، الأسر إلى مراقبة سلوك أفراد عائلاتها والبحث عن السلوكيات غير العادية التي تشير إلى أن هذا الشخص قد يؤذي نفسه من قبيل حالة الاكتئاب أو قلة الشهية أو ضعف النوم والميل إلى العزلة المفرطة.
أما عن الحلول، أبان المتحدث، أنه ليس هناك حلول جذرية لهذه الظاهرة، لأنها تمس كل الفئات العمرية في كلا الجنسين والمستويات الطبقية، وفي المدن والقرى وفي الدول المتقدمة والمتأخرة اقتصاديا، لهذا يصعب حصرها وستبقى مع الانسان إلى أبد الآبدين، لأن المختصين وكذا الدول لم يستطعوا بعد تحديد العوامل التي تؤدي إلى الانتحار.
واعتبر أستاذ علم الاجتماع، أن الذهاب إلى الطبيب قد يخفف بعض المعاناة التي يعانيها الشخص المكتئب ولا يمنعه من أذية نفسه، ودوره هنا مقتصر فقط على تنبيهه وأسرته إلى الاختلالات التي يعاني منها المريض النفسي موضوع التشخيص.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث، أن المغاربة مرحليا بدأوا يستعينون بالأطباء النفسانيين لمعالجة الأمراض النفسية التي يعيشونها، عكس ما كان عليه سابقا، كون أن الأسر المغربية كانت تعتبر المرض النفسي عيبا وتخجل منه بحكم ثقافة تلك المرحلة.