ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بفضيحة ، اعتماد وزارة التربية الوطنية والتعليم والأولي والرياضة لـ ” سيرة الكوميدي يسار لمغاري”، كموضوع امتحان في مادة اللغة الفرنسية بالامتحان الموحد لمستوى السادس ابتدائي.
وتسبب ظهور الكوميدي الشاب في ورقة امتحان اللغة الفرنسية في عاصفة من الغضب طالت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والتي وجهت لها اتهامات بتهميش وتغييب أسماء وقامات أدبيىة وعلمية في مقابل الاستشهاد بسيرة كوميدي ووضعه على صدر ورقة الاختبار ليشكل قدوة للناشئة .
وتساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن أغضبهم اختيار يسار كموضوع في الامتحانات الإشهادية، عن معايير الاختيار التي تعتمدها الوزارة الوصية في اختيار توظيف سيرة الأعلام في الامتحانات، وكذلك عن الأهداف التربوية المرجوة منها؟
كما طالب النشطاء ، وزارة التربية الوطنية بفتح تحقيقٍ في عملية اقتراحات مواضيع الامتحانات، ووضع معايير محدّدة لاختيارها، والتي تضمن جودتها وارتباطها بالمنهج الدراسي والقيم التربوية المنشودة الموجهة للناشئة .
وتعليقا على الموضوع، أرجع يونس فيراشين، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، سبب اعتماد السيرة الذاتية للكوميدي “يسار” في امتحان اللغة الفرنسية بالامتحان الموحد لمستوى السادس ابتدائي، إلى الاختلالات التي تعرفها البرامج والمناهج التربوية المعتمدة من قبل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي منذ سنة 2002.
ويفيد الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم في تصريح لجريدة “شفاف”، على أن الجهات المعنية تعمل كل سنة على إدراج مواضيع مثير للجدل. مبينا أن مشكل البرامج والمناهج التربوية أعمق من إدراج سيرة “يسار” في الامتحان.
ويضيف فيراشين على أن تلك البرامج والمناهج التربوية تحتاج إلى مراجعة شاملة يتم فيها طرح القيم والمثل التي نريد تلقينها للناشئة. إضافة إلى مراجعة الامتحانات بشكل شمولي، وذلك بسبب وجود اختلالات على مستوى التقويم والتي تشكل ضغط على التلاميذ.
وفي السياق ذاته، ذهبت مليكة بنضهر، الخبيرة التربوية، على أن العديد من الدراسات أكدت على أهمية تنمية مهارات التمثيل من حيث استخدام التدريب في الأداء التمثيلي لتنمية القدرات المهارية التعبيرية والإبداعية وتوظيفها في العملية التعلمية والعمل على الرفع من نسبة الذكاء العاطفي لدى الأطفال وتحسين الكفاءات الانفعالية لديهم عبر مهارات الأداء التمثيلي، مبينة على أن مهارات التمثيل دائما هم كخبراء كانوا ينادون خلال السنوات الأخيرة بتوظيفيها في قطاع التربية والتعليم المغربي.
وأبرزت الخبيرة التربوية في تصريح لجريدة “شفاف”، أن هذا لا يمنع توظيف رموزا إبداعية وطنية أو أجنبية، والتي منحت شحنة وجدانية تعبيرية سيكولوجية للأجيال بين الحين والآخر.
وأوضحت المتحدثة، أن توظيف الرموز الإبداعية الوطنية أو الأجنبية يدفع الجهات الوصية على حسن توظيفها واختيارها بعناية من أجل النمذجة وخلق تمثلات وتصورات إيجابية ذات بعد تأثيري في ذهنية الأطفال.
وأكدت مليكة بنضهر، أن حسن الاختيار والتوظيف يضمن عدم الخروج عن النص الإبداعي؛ الكفيل بأن يغذي الجيل الصاعد ويبعده ما أمكن عن التفاهات بالرغم مما تزخر به كل وسائل التواصل الاجتماعي.
وأرجعت الخبيرة التربوية، مسؤولية استعمال أو توظيف شخصيات كوميدية مغربية في الامتحانات الإشهادية وطرحها كأسئلة محورية، على القطاع الوصي من حيث حسن تدبير هذا القطاع، وكذا من حيث البرامج أو المناهج المعتمدة، مع وجوب استشارة ذوي الاختصاص في ذلك.