يخلد المغرب اليوم الجمعة الذكرى 67 لعيد استقلاله، وهو الحدث المميز في التاريخ المعاصر للمملكة والذي تبرز من خلاله العلاقات الوطيدة وأواصر الارتباط والتلاحم بين العرش والشعب، وهو ما ساهم في الحفاظ على المكتسبات الوطنية والنهوض بالتنمية والازدهار، في إطار مغرب قوي بريادته ومؤسساته.
وفي هذا الصدد، يرى خالد الشرقاوي السموني، مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح لجريدة “شفاف”، أن تخليد هذه الذكرى يعد قبل كل شيء مناسبة لاستحضار انتصار إرادة الملك والشعب في نضالهما المتواصل من أجل التحرر من نير الاستعمار وإرساء الأسس الأولى لمغرب مستقل وحديث وموحد ومتضامن. كما تعكس هذه الذكرى الكفاح الشجاع لشعب توحد وراء ملكه والذي أشعلت شرارته ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 1953.
وأضاف السموني أنها مناسبة للأجيال الصاعدة لاستحضار أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل التحرر من نير الاستعمار، وإرساء أسس الدولة المغربية المستقلة والحديثة، وأيضا مناسبة لإدراك حجم التضحيات الجسيمة والمواقف التاريخية الخالدة التي صنعتها المقاومة المغربية لاسترجاع المغرب لاستقلاله سنة 1955 والعيش في نعيم الحرية.
وتابع القول إنها من أغلى الذكريات الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة لما لها من مكانة عظيمة في الذاكرة الوطنية وما تمثله من رمزية ودلالات عميقة تجسد التحام الملك والشعب للدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله، وأنها تمثل إحدى المحطات المضيئة في تاريخ المغرب الحديث، إذ جسدت انتصارا في معركة نضال طويلة، إحقاقا للحرية والكرامة واسترجاعا للحقوق.
وأشار مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أنه بعد مرور 67 سنة على استرجاع المغرب لاستقلاله، فقد عرفت فيها المملكة نجاحات وحقق إنجازات كبرى على جميع الأصعدة، مبرزا أن المغفور له الملك محمد الخامس كافح لانتزاع استقلال وحرية المغرب، فيما مضى ابنه المغفور له الملك الحسن الثاني لتوحيد شمال المغرب وجنوبه، عبر استرجاع أقاليمنا الصحراوية، وها هو العاهل المغربي الملك محمد السادس، يمضي في تعزيز الوحدة الترابية، وإرساء أسس الأمن والاستقرار والتنمية والبناء، مع خوض إصلاحات عميقة وجذرية.
وأوضح المتحدث ذاته، أن المغرب في ظل الملك محمد السادس بكل موضوعية وتجرد، عرف تطورا ملموسا مكنه من الحصول على مكتسبات عدة على جميع الأصعدة ما جعله يحتل مكانة مرموقة بين صفوف الأمم، على الصعيدين الدولي والعربي والأفريقي، لافتا إلى أنه بفضل عبقرية العاهل المغربي، استطاعت بلادنا أن تشق الطريق باستمرار وانتظام لتخطو خطوات حثيثة على درب الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإدارية والدينية، وجعلت من المغرب دولة قوية بمؤسساتها، وبوحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية.
وشدد السموني على أن 23 سنة الماضية تميزت بتنمية شاملة، مضت خلالها المملكة نحو الحداثة وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وبناء دولة القانون وتحقيق التنمية الشاملة على جميع المستويات، والتي مكنت البلاد من تكريس مشروع مجتمعي ديمقراطي حداثي وتحقيق منجزات ملموسة في مختلف الميادين من أجل الوصول إلى مصاف الدول الديمقراطية والمتقدمة، فضلا عن الزيادة من قوة ومتانة وصلابة النموذج التنموي من أجل تدارك أوجه القصور التي عانى منها النموذج التنموي السابق، ووضع المغرب على مسار التقدم والازدهار.
ولفت مدير مركز الرباط للدراسات السياسية و الاستراتيجية، إلى أنه بالرغم من هذه الإنجازات، ما يزال المغرب يواجه تحديات اجتماعية واقتصادية، مثل الفقر في بعض المناطق والتفاوتات الاجتماعية، وضعف الرعاية الصحية والاختلالات في نظام التعليم، والفجوة المستمرة بين المناطق القروية والمناطق الحضرية وغير ذلك، وهو ما يستدعي من الحكومة الحالية والحكومات القادمة وضع برامج وسياسات عمومية ناجعة وفعالة، تسهر على تنفيذها في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة، وذلك للاستمرار فيما تم تحقيقه من إصلاحات وإنجازات وتجاوز الاختلالات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية على الخصوص، من أجل مغرب متقدم و مزدهر وفي موقع مشرف بين مصاف دول العالم .