صوت المغرب، أمس الأربعاء، لصالح قرار الأمم المتحدة بإدانة تنظيم روسيا استفتاءات مزعومة في مناطق تقع داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا، ومحاولة ضم مناطق خيرسون ودونيتسك و زابوريجيا ولوغانسك الأوكرانية بصورة غير مشروعة”.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور إدريس قريش، أستاذ العلاقات الدولية ووزير مفوض في التقاعد ، في تصريح لجريدة “شفاف”، أن المملكة في علاقتها مع روسيا وأوكرانيا اعتمدت على سياسة الحياد إلى يومنها هذا، وتصويتها أمس ضد ضم أربعة أقاليم أوكرانيا لها، يتماشى مع سياسة الدولة الرافضة لمبدأ الانفصال.
وأبان قريش، أن قرارات المملكة المتعلقة بالأزمة الأوكرانية-الروسية صائبة جدا، كونها لم تنحز لطرف عن آخر، وهدفها إرساء الأمن والسلام العالميين بين البلدين الجارين ، باعتبار أن التصويت ضد روسيا أو التصويت لصالح أوكرانيا لن يزيد سوى من توتر الأزمة ، وبالتالي فأخذ موقف الحياد الإيجابي وفي الوقت نفسه المطالبة بفتح قنواة الحوار الديبلوماسية بين الجاريين سيخفض من حدة التوتر.
وأبان المتحدث ذاته، أن أي قرار يتخذه المغرب في المجال الديبلوماسي دائما مايكون منبطقا من ثوابت الأمة والعقيدة الديبلوماسية للمملكة.
وحسب المتحدث عينه، فالمغرب ضد الانفصال وبالتالي لايمكن له أن يقبل أي انفصال في أي دولة مهما كان نوعها، أو يسمح بخرق المواثيق الدولية من طرف أي بلد كيف ما كان حجمها.
وأشار قريش، في معرض حديثه عن تصويت المغرب لصالح قرار الأمم المتحدة القاضي برفض ضم روسيا لأربع أقاليم أوكرانيا، أن الموقف المغربي، يعتبر مساهمة منه في إرساء الحوار بين الدولتين، خصوصا وأن المملكة ترى أن الأزمة القائمة بين الطرفين يتحملانها معا، كون الطرف الأول خرق اتفاقية “مينسك” سنة 2015، والثاني خرق القانون الدولي باجتياحه للأراضي الأوكرانية.
أما بخصوص العلاقات الثنائية الروسية-المغربية، يقول قريش، أن المغرب تربطه علاقات جيدة مع روسيا وأوكرانيا، والتعاون القائم بين روسا والمغرب تعزز منذ 2016، خلال زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو وعقده اتفاقية شراكة بينهما، ، وهي الاتفاقية التي أعطت انطلاقة جديدة لإرساء علاقة ثنائية مغربية روسية من المستوى الرفيع.
وفي الإطار ذاته، أكد القريشي، أن قرار الخارجية المغربية، القائمة على تنويع الشراكات، صائب واستباقي، وتجلت أهميته ودوره في الأزمة الحالية التي يعرفها العالم، ونتيجة لذلك فقد حقق المغرب العديد من المكاسب سواء في المجال السياسي، أو الجيوستراتيجي أو الإستراتيجي، أو في المجال الطاقي والبيئي، أو الاقتصادي، وتجنب العديد من المشاكل مع مختلف دول العالم الحليفة له وغير الحليفة.