قال الدكتور عز الدين خمريش مدير مختبر القانون العام والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء إن كتاب “المغرب-فلسطين مواعيد مع التاريخ ” لمؤلفه أحمد البياز يعكس التجسيد الفعلي لدعم المملكة المغربية للقضية الفلسطينية ، ويشكل أقوى رد على كل المشككين في كون المغرب يضع القضية الفلسطينية في نفس مكانة قضية وحدته الترابية .
وأوضح خمريش خلال مداخلته في الندوة الخاصة بتقديم الكتاب والتي نظمت زوال اليوم الثلاثاء بمقر جمعية رباط الفتح بالرباط بحضور شخصيات سياسية وثقافية وأكاديمية أن مؤلف “المغرب -فلسطين مواعيد مع التاريخ ” لأحمد البياز، المدير السابق للمكتب الوطني للمطارات، الذي أشرف على بناء مطار غزة سنة 1995، يشكل تجسيدا للأحداث التي عرفتها القضية الفلسطينية ويبسط تفاصيل محطات مفصلية في تاريخ العلاقات الفلسطينية المغربية .
وأكد المتحدث أن الكتاب يعد بمثابة بنك للمعلومات لكل من يجهل تاريخ القضية الفلسطينية حيث يسرد ويوثق ويقدم تمثلات للقارئ حول القضية الفلسطينية والعلاقات السياسية والدبلوماسية والتي عرفت نوعا من الوحدة والتلاحم بين الشعبين الفلسطيني والمغربي .
وتوقف منسق ماستر القانون الدولي والترافع الدبلوماسي حول خصوصية الكتاب لافتا إلى أنه تجسيد لأهم حدث يرمز لسيادة دولة فلسطين من خلال بناء أول مطار بمساهمة ودعم مغربي حيث ساهمت المملكة بالأطر والدعم المالي واللوجستيكي من أجل إخراج أول مطار فلسطيني للوجود .
وأشار المصدر ذاته إلى أن الكتاب هو عبارة عن كرونولوجيا للتاريخ واستحضار للذاكرة المشتركة من خلال التوقف عند محطات سياسية ودبلوماسية بصمت العلاقات المغربية الفلسطينية وعكست التجسيد الفعلي لدعم المملكة لفلسطين حكومة وشعبا.
وأكد مؤلف كتاب “حفريات في تاريخ الصراع المغربي الجزائري” أن ” أحمد البياز مهندس مطار غزة نجح في رصد عمل سيبقى مفخرة للمغرب وتراثا تتناقله الأجيال القادمة وسيظل بلا شك بنكا للمعلومات وللأفكار التي توثق لجل المحطات السياسية التي عرفتها القضية الفلسطينية في مسارها التاريخي.
وفي معرض تقييمه للكتاب من زاوية أكاديمية أوضح الدكتور خمريش أن المؤلف جاء شاملا جامعا مانعا حيث يسائل التاريخ والقانون الدولي والمجتمع الدولي والضمير الإنساني الدولي، ويجمع بين علم الفلسفة والجغرافيا السياسية والإنتربولوجيا والهندسة والطيران المدني والسياسة والعلاقات الدولية والدبلوماسية .
وبخصوص محاولة إيجاد تصنيف للكتاب يؤكد المتحدث أن الأمر يبدو برمته بالصعوبة بمكان بالنظر لكون المؤلف عصي الدمع ولأنه جاء شاملا لمجموعة من التخصصات والمشارب والمشاتل العلمية لدرجة أن القارئ يصعب عليه تصنيفه في مجال وحقل معين ،وهذا يجعلنا نعترف لشخصية الكاتب والمؤلف بالنباهة والذكاء العلمي والأكاديمي في التناول المختلف والمتميز لمحطات دولية ليس في وسع أي دارس أن يتناولها بنوع من التشريح العلمي والأكاديمي .
وينتقل الدكتور خمريش لتحليل شخصية الكاتب قائلا “إذا ما أردنا أن نصنف الأستاذ أحمد البياز ككاتب كدبلوماسي فيمكن أن نقول أن شخصيته اجتمع فيها ما تفرق في غيره حيث أنه يتقن الهندسة والفلسفة والتاريخ ، وهي علوم وظفها في مؤلفه الذي إذا ما أردنا فهم أهدافه وغاياته الأساسية لا يسعنا إلا أن نوظف أسلوب واحد يختلف عن المناهج العلمية ، ذلك أن محاولة استكشاف دواخل الكتاب والتجول بين أزقته وشوارعه تدفعنا للتوقف عند أسلوب حتة حتة أوبمعنى آخر إذا ما أردنا استلهام أفكار الكتاب واستنباط حيثياته وغاياته وفهم دوافعه لابد من قراءته جزء بجزء وصفحة بصفحة “.
من جهة أخرى شدد الدكتور خمريش على أن أحمد البياز لم يسهر الليالي من أجل التسويق لنفسه أو نشر كتاب من أجل النشر والتعريف بشخصيته لكنه ذهب لأبعد من ذلك فسعيه كان ينصب بالأساس على تحقيق هدف استراتيجي من خلال التوثيق العلمي والأكاديمي لمحطات وأحداث طبعت علاقة المغرب بفلسطين ويجهلها الرأي العام الفلسطيني والدولي .
وختم الدكتور خمريش مداخلته بالتأكيد على أن كتاب “المغرب -فلسطين مواعيد مع التاريخ ” لمؤلفه أحمد البياز يقدم خدمة جليلة للأجيال القادمة ويفتح أمامها الباب للتعرف على القضية الفلسطينية وعلى جهود المملكة في مناصرة ودعم القضية العزيزة على قلوب جل المغاربة .
يذكر أن الكتاب -الذي يقع في أزيد من 500 صفحة، والصادر باللغتين العربية والفرنسية من المنتظر أن تتم ترجمته للغة الإنجليزية من طرف طلبة ماستر القانون الدولي والترافع الدبلوماسي بتنسيق مع الدكتور عز الدين خمريش منسق الماستر .