مع بداية موسم تساقط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة تزداد أعداد الإصابات بالإنفلونزا الموسمية، التي تصيب أساسا الجهاز التنفسي وتؤثر خلال هذه الفترة على بعض الفئات بشكل كبير، بسبب ضعف مناعتهم أو لإصابتهم بأمراض معينة يكون لها تأثير مباشر على تعرضهم للإصابة بهذا الفيروس.
وحول أعراض الإصابة بفيروسات الانفلونزا، يقول الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح للجريدة “شفاف” إن أعراض المرض تتراوح ما بين الخفيفة أحيانا والشديدة، بداية بارتفاع درجة حرارة لـ 40 درجة مئوية غالبا، وقشعريرة وتعرق وصداع الرأس، وسعال جاف مستمر، وتعب وإرهاق، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، وألم في العضلات وقيء واسهال احيانا عند الاطفال.
وفيما يخص العلاج، يوضح حمضي أنه الشباب الأصحاء في الغالب يشفون من الانفلونزا بعد أسبوع او اثنين من المرض، لكن عند بعض الفئات من ذوي عوامل الخطورة قد تتطور الاصابة الى حالات خطيرة ووفيات، والتي تبلغ عالميا ما بين 300 و650 ألف وفاة سنويا.
ولفت الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إلى أنه من أهم عوامل الخطورة، نجد السن فوق الخامسة والستين، وجود أمراض مزمنة مهما كان السن كالسكري والضغط وأمراض القلب والجهاز التنفسي وغيرها من الامراض المزمنة، وضعف الجهاز المناعي، والنساء الحوامل، إلى جانب السمنة.
وعن المضادات الحيوية، أبرز الحبير الصحي أنها تقتل الباكتيريا وليس الفيروسات، لذلك من الخطأ استعمالها لعلاج الانفلونزا، مشيرا إلى أن الاطباء لا يصفون هذه المضادات الا إذا انضافت اصابة باكتيرية فوق الفيروس، وانه يكون العلاج عادة عند الشباب الاصحاء الراحة وشرب الكثير من السوائل فقط، ولكن في بعض الحالات ذات الهشاشة قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروس.
واستطرد قائلا إن الانفلونزا ليست هي نزلة البرد (Rhume)، وأنه بالرغم من أن كلاهما من أمراض الجهاز التنفسي، فهناك اختلاف في نوع الفيروسات المسببة، كما تتشابه أعراض المرضين، ولكنها تكون أكثر حدة وتنوعا وتبدأ بشكل مفاجئ في حالات الانفلونزا، بينما تكون تدريجية وخفيفة وغالبا تتلخص في صداع وسيلان الانف في نزلة البرد.
وأوصي الدكتور حمضي بأهمية أخذ لقاح الانفلونزا الموسمية، والتي تصيب سنويا ملايين الناس، بعضهم يصاب بأعراض بسيطة، وقد يدخل آخرون إلى المستشفيات واقسام الانعاش ويتوفى مئات الالاف سنويا بسبب المضاعفات الناجمة عن العدوى، كما ان الاصابة تشكل ضغطا على لمستشفيات والاطر الصحية، وتتسب في الغياب عن العمل والدراسة طيلة موسم العدوى، مع ما لذلك من اثر على الحياة الاجتماعية والمردودية الاقتصادية للمقاولات والدول.
وكشف المتحدث ذاته، عن أن أخذ لقاح الانفلونزا مرة واحدة سنوياً يساهم سنويا في تقليل احتمالية الإصابة بالمرض ونقل العدوى للآخرين بنسبة قد تصل لـ 90%، وتحمي من الحالات الخطرة والوفيات بشكل كبير، وأن لقاح الانفلونزا يعتبر من اللقاحات الآمنة وتعتبر منافعه أهم بكثير من بعض الاثار الجانبية القليلة والبسيطة من قبيل الام واحمرار مكان الحقنة.
وعن الفئات التي ينصح بأخذها اللقاح، أكد حمضي أن جميع الأشخاص ابتداءً من سن ستة أشهر بإمكانهم أخذ اللقاح، وأنه يعتبر جد مفيد لهم طبيا وصحيا، ولكن يعتبر أخذ اللقاح من قبل الفئات التالية أولوية، انطلاقا
من البالغين من عمر 65 عاماً فما فوق، ولمن يعانون من امراض مزمنة او تُضعف المناعة مثل حالات السكري وأمراض القلب، وأمراض الرئتين، وأمراض الكبد، وأمراض الكلى، والسرطان.
وأضاف لهذه الفئات كلا من النساء الحوامل خلال جميع مراحل الحمل، والمهنيون الصحيون لحماية مرضاهم وحماية أنفسهم ليبقوا اصحاء في مواجهة موسم الامراض الذي يتطلب حضورهم أكثر من أي وقت، مشددا على ضرورة أخد اللقاح ابتداء من شهر أكتوبر القادم، وهو حقنة واحدة بالنسبة للبالغين والاطفال فوق 9 سنوات، والذي تبدأ فعالية حمايته أسبوعان بعد أخد الحقنة، على أن تستمر فعاليته من 6 الى 8 أشهر حيث يكون موسم الانفلونزا قد انتهى.
وعن نوعية اللقاح المستعمل بالمغرب ضد الانفلونزا الموسمية، قال الدكتور حمضي إن فيروسات الانفلونزا تتحور باستمرار لدلك تتغير اللقاحات كل سنة لمواجهة الطفرات الجديدة، وأن المغرب سيستعمل هده السنة كالسنتين الفارطتين لقاحا بأربع سلالات عوض ثلاث سلالات كما كان سابقا حتى تكون الحماية أكبر، وأنه بالنسبة للفئات الهشة فان الارشادات الطبية توصي بشكل قوي بتلقيهم لقاح الانفلونزا ولقاح “كوفيد-19” لحمايتهم من المرضين معا.