كشف تقرير صحفي عن أن النظام الجزائري يواصل جاهدا بمختلف الطرق إشراك فرنسا بأي ثمن في صراعه الدبلوماسي والسياسي مع المغرب، مشيرا إلى أن المستجد هذه المرة في هذه القضية، هو نقل المخابرات الجزائرية تقريرا أمنيا إلى نظرائهم الفرنسيين لتحذيرهم من الأنشطة التي تقوم بها “جماعات الضغط المغربية على الأراضي الفرنسية”.
وذكر موقع “مغرب انتليجنس – Maghreb Intelligence” الاستقصائي، أنه حسب هذا التقرير الأمني الذي أثار الجدل في عدة دوائر فرنسية، فإن المغرب “يناور سرا لاختراق العديد من المنظمات الإسلامية للتجسس على المصالح الفرنسية أو لشن عمليات لزعزعة استقرار بعض المؤسسات العامة الفرنسية”.
وأضاف “مغرب انتليجنس”، أن التقرير الجزائري المذكور يستشهد في هذا النحو بعدة منظمات للدفاع عن حقوق الجالية المسلمة، والتي قالت مخابرات الجزائر إنها “ممولة أو موالية للمغرب”، حيث أشارت إلى أن “أعمال هذه التنظيمات الدينية المعلنة مجرد واجهة فقط، وأنها في الأصل تشكل قوة للتأثير وتعزيز المصالح المغربية على التراب الفرنسي”.
ولفت الموقع الاستقصائي، إلى أن هذا التقرير الجزائري ذهب إلى أبعد من ذلك باتهامه المغرب بـ “استغلال أعضاء العديد من الجمعيات الدينية لاستخدامهم كجواسيس محتملين داخل الإدارات الفرنسية”، مشيرا إلى أن المخابرات الجزائرية ادعت وجود معلومات عن “الدور غير الصحي للمغرب في فرنسا، من خلال قدرته على التأثير في اتحاد المساجد الفرنسية والاتحاد الوطني لمسلمي فرنسا، واللذين يعدا أهم جمعيتين مسلمتين فرنسيتين مقربتين من الرباط”.
وشدد المصدر ذاته، على أن المخابرات الجزائرية تريد بأي ثمن إقناع نظيرتها الفرنسية بضرورة “تحييد” جماعات الضغط الدينية التي نَسبت انتماءها للمغرب، إذ ادعت “تورط هذه المنظمات في أعمال خطيرة تهدد سلامة الجالية المسلمة في فرنسا وتسمح للمغرب بتسييس الدين، بهدف ممارسة الضغط على السلطات الفرنسية”.
وأشار “مغرب انتليجنس” نقلا عن مصادره، إلى أن الجزائر تريد تحقيق أقصى استفادة من التوترات الواقعة بين الرباط وباريس من أجل الحد بشكل كبير من تأثير المغرب على النخب الحاكمة الفرنسية، مشددا على أن هذا التقرير هو أحد محاور هذه الاستراتيجية الجزائرية الجديدة المتمثلة في زرع الفتنة بين باريس والرباط.
كما أوضح أن “الإسلام في فرنسا” يشرف عليه بشكل أساسي المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM)، بالإضافة إلى هياكل أخرى تضم العديد من الجمعيات القريبة من الجزائر والمغرب وتركيا أو حتى جزر الأنتيل وجزر القمر، مبرزا أن الجزائر تريد فرض سيطرتها على الحقل الديني الإسلامي بفرنسا على حساب منافسيها الآخرين مثل الرباط وأنقرة.