سجلت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعات قياسية في عدد من مدن المملكة، إذ يتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد بين 30 و35 درهم.
وعلاقة بالموضوع استقت جريدة “شفاف” أراء عدد من المواطنين بخصوص الزيادة الصاروخية التي يعرفها قطاع الدواجن حاليا في المغرب.
وفي هذا الصدد قالت كريمة لـ “شفاف”، قاطنة بمدينة بوزنيقة، أن الزيادات الصاروخية التي تشهدها المواد الأساسية ويستهلكها المواطن البسيط أثقلت كاهله ولم يعد باستطاعته اقتناء على ما تعود على شرائه لوقت قريب، أما بخصوص الدجاج الذي كان يعتبر البروتين البديل عن اللحم وكان بسطاء هذا البلد يقتنونه كذلك أصابه صعار الزيادات، إذ بلغ اليوم الكيلوغرام الواحد 35 درهما.
واعتبرت المتحدثة، الثمن الحالي للدجاج الأبيض خيالي وسيجعل العديد من الأسر تستغني عنه بشكل نهائي كما فعلت مع مواد أخرى تعتبر أساسية لكي تستطيع مسايرة الحياة ولو بالقليل الذي لم يعد يشبع أفواه الجياع من الأطفال والنساء والرجال الذين هم في مرحلة سنية صعبة.
والتمست المتحدثة ذاتها، من الحكومة إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الحالية التي يعرفها المغرب، إذ عليها أن تعلم أن الوضع الحالي للمغاربة لايبشر بخير وأنه سيزداد في حالة عدم تدخلها في أسرع وقت للتخفيف على الفقير الذي ليس لديه القدرة على مسايرة الزيادات.
وفي الإطار ذاته، قال محمد لـ “شفاف”، أن ما يحصل عليه من مال باعتباره عامل يومي لم يعد كافيا لإطعام أطفاله مع الزيادات الصاروخية التي عرفتها مختلف المواد الأساسية ومن بينها مادة الدجاج، إذ تساءل كيف يعقل أن تصل هذه المادة الحيوية عند أغلب المغاربة إلى هذا الثمن الخيالي.
وأكد محمد، أنه كان يريد أن يقتني لأبنائه ما يسد رمقهم من هذه المادة، لكن عندما شاهد ثمنها المرتفع تراجع عن ذلك لأنه لم يعد باستطاعته شرائها وهذا يفوق قدرته الشرائية.
وطالب محمد، الجهات المسؤولة بالتدخل لوقف تغول الأسعار الذي تعرفه مختلف المواد الأساسية، وأن تنظر لضعفهم لأنه لم يعد يستطيع مسايرة الحياة مثله مثل أغلبية المغاربة والأمور أصبحت تفوق طاقته خصوصا أن لديه أطفال وهم في حاجة إلى ما يجلبه لكي يسد جوعهم.
وفي السياق ذاته، كشف مدير الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، شوقي الجراري في تصريح سابق لـ لجريدة “شفاف”، أن الارتفاع الحاصل في أثمنة الدواجن راجع بالدرجة الأولى إلى الغلاء الذي تشهده المواد الأولية، التي تدخل في تركيبة الأعلاف، وأن هذا الارتفاع لن يتوقف في هذا الحد بل سيكون هناك ارتفاعات أخرى.
وقال الجراري، أن من بين الأسباب المؤدية إلى ارتفاع لحوم الدواجن والبيض راجع بالأساس إلى تداعيات جائحة كورونا، التي كانت قد سجلت انخفاضا في العرض، خصوصا أن القانون في هذا القطاع يقف على فرضية العرض والطلب.
وأوضح مدير الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، أن ارتفاع تكلفة الإنتاج، وغلاء المواد الأولية التي تدخل في تركيبة الأعلاف، بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، أدت هي الأخرى إلى ارتفاع أثمنة اللحوم البيضاء مؤكدا أنه كلما ارتفعت أثمنة هذه المواد سترتفع تكلفة الإنتاج وسيرتفع سعر الدجاج في الأسواق.
وأردف الجراري، أنه بعدم وجود دعم للمربين من خلال إعفاء الأعلاف المركبة ومدخلات إنتاج الدواجن من الرسوم والضريبة على القيمة المضافة، والتدخل لدعم أثمنة “الذرة والصوج “عند الاستيراد، لن يستطيعوا تحملها لوحدهم، ولهذا سترتفع أثمنة الدجاج والبيض في السوق المغربية.
وأورد الجراري، أن الأسباب المذكورة، بالإضافة إلى ارتفاع الدولار مقابل الدرهم ألزم مربي الدواجن إلى خفض الإنتاج أو التوقف عن الإنتاج طيلة فترة الأزمة أو بعدها وهو ما تسبب في نقص المنتوج في الأسواق حاليا.