تسببت التقلبات المناخية المتطرفة الأخيرة التي سجلتها البلاد والدول الواقعة في النصف الشمالي للقارة الإفريقية، في إحياء العديد من البحيرات المائية على مستوى مجموعة من صحاري أفريقيا كبحيرة صحراء التشاد وصحراء مرزوكة التابعة لإقليم الراشيدية بالمغرب.
وتطرح تلك الظواهر المناخية المتطرفة التي نتج عنها إحياء العديد من البحيرات وخلق أخرى في صحاري إفريقيا، الكثير من التساؤلات حول الأسباب المناخية التي ساهمت في تحويل المناخ من جاف إلى رطب خصوصا في الجزء الأخير من فصل الصيف.
كما تساءل الكثيرون حول صحة تلك التغيرات المناخية والفترة الزمنية التي وقعت فيها البعيدة عن فصل الشتاء.
وتعليقا على الموضوع، يقول الخبير البيئي مصطفى بنرامل رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، إن حالة الطقس المتطرفة التي يسجلها النصف العلوي للقارة الأفريقية من خط الاستواء إلى حدود الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط وبلوغ تداعياتها إلى أوروبا، (يقول) على أنها ظاهرة مناخية استثنائية حدثت نتيجة التغيرات والتقلبات المناخية التي سجلتها الكرة الأرضية في السنوات الأخيرة.
وربط رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، الحالة المناخية الاستثنائية التي سجلها النصف الشمالي للقارة الإفريقية بظاهرة النينيو التي تسببت في ارتفاع درجة الحرارة خلال السنة الماضية بشكل مهول عبر تسجل أعلى معدل حرارة على مستوى كوكب الأرض في شهر يوليوز من السنة الماضية.
وأكد الخبير البيئي، إلى أن التغيرات المناخية ومن بينها ارتفاع درجة حرارة الأرض إضافة إلى توالي سنوات الجفاف منذ سنة 2016 التي سجلت تبخر كميات هائلة من المياه السطحية سواء على مستوى المحيطات أو الأنهار، هو الذي أدى إلى تغيير حالة المناخ من حالة جافة إلى حالة جد رطبة محملة بكتل هوائية ركامية غنية بالمياه، وبالتالي وصولها إلى الجنوب الشرقي للملكة الذي سجل هطول أمطار رعدية طوفانية.
وأضاف بنرامل إلى أن تواجد تلك الكتل الهوائية على مستوى المنطقة الاستوائية والمدارية، والمحملة بكميات أمطار هائلة مع تواجد كتل هوائية جد كثيفة على مستوى خط الاستواء والمنطقة المدارية، هو الذي أدى إلى هطول أمطار رعدية طوفانية وفيضانية في النصف الشمالي للقارة الإفريقية بل كذلك حتى في عدة مناطق أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية.
وتابع رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، على أن تلك الحمولة المائية التي أتت نتيجة التقلبات المناخية كانت هائلة جدا وفاقت طاقة المجاري المائية المعتادة في البلاد خصوصا خلال العقود الأخيرة، مبرزا على أن هذه الأمطار لم يسبق للمغرب أن عرفها خلال 60 أو 70 سنة الماضية.
واستطرد المتحدث على أن هذه السيناريوهات المناخية وخصوصا خلال السنة الماضية والسنة ما قبل الماضية تم وضعها في لقاءات وندوات متعلقة بالمناخ، والإشارة على أن العالم أصبح يشهد تغيرات مناخية جد متغيرة أدت إلى ظهور تقلبات الطقس المتطرفة في العديد من المناطق ومن بينها أفريقيا التي شهدت درجات حرارة مرتفعة وكان ينتظر خلال السنوات القادمة من بعد سنوات الجفاف أن تليها سنوات ماطرة، مردفا على أن هذا المعطى أدى إلى تدمير البنية التحتية إضافة إلى إعادة الحياة للبحيرات الكبرى كبحيرة صحراء التشاد وبعض المجاري المائية في مالي ونيجيريا وبوركينا فاسو وصولا إلى المغرب الذي سجل ظهور بحيرة مائية في صحراء مرزوكة واتساعها لـ 6 كيلومترات وعرض يصل لـ 3 كيلومترات.
وأوضح الخبير البيئي على أن العالم اليوم يعيش في فترة بناء مناخ جديد على مستوى العيديد من المناطق حيث يمكن لفصول السنة في المناطق الاستوائية أن تشهد تغيرا، كما يمكن أن تتغير مدة الفصول وهو ما لوحظ خلال الأمطار الرعدية المبكرة التي جاءت في أواخر فصل الصيف.
وأظهر مصطفى بنرامل، على أن حالة الطقس المتقلبة والمتطرفة يمكن أن تستمر إلى ثلاث سنوات، وبالتالي، وفق المتحدث، ستستعيد الصحاري تلك الخضرة التي كانت تعرفها في الماضي والتي كانت سبب استيطان الإنسان فيها.
كما نفى الخبير البيئي وجود أي علاقة بين التطرف المناخي الذي سجله المغرب نهاية الأسبوع الماضي وتلقيح السحب، مكذبا تلك الأخبار التي تم ترويجها بشأن ذلك خصوصا أن الجهات الرسمية لم تعلق عليه، مردفا أن الغرض منها هو خلق بعض الارتجاجات بين المغرب وإسبانيا.