يُحتفل باليوم العالمي للمسنين في الأول من أكتوبر كل عام، بهدف رفع الوعي حول التحديات التي يواجهها كبار السن وتعزيز حقوقهم في المجتمع.
ويُعد هذا اليوم فرصة للتأكيد على أهمية احترام كبار السن وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية التي تضمن لهم حياة كريمة.
وفي المغرب، يشهد هذا اليوم اهتماماً متزايداً، حيث تُسلط الأضواء على الجهود المبذولة لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية لكبار السن، لا سيما في المناطق القروية التي تعاني من نقص الدعم. في حين يدعو الفاعلون في المجال الاجتماعي إلى ضرورة تطوير سياسات حكومية شاملة تستجيب لاحتياجات هذه الفئة.
♦فئة تحتاج الرعاية
أكدت السعدية بنعزيز، رئيسة جمعية العمر الذهبي للمسنين، على أهمية تعزيز الرعاية الصحية والاجتماعية لكبار السن في المغرب، مشيرة إلى أن هذه الفئة تواجه تحديات صحية واجتماعية متزايدة، مما يتطلب عناية خاصة.
واقع المسنين بالمغرب..بين جحود الأبناء ودور مؤسسات الرعاية الاجتماعية
واعتبرت رئيسة جمعية العمر الذهبي للمسنين في تصريح خصت به جريدة “شفاف”، أن اليوم العالمي للمسنين يشكل فرصة للتفكير في أوضاعهم ومراجعة التقدم المحرز، مع تسليط الضوء على الحاجة لمزيد من الجهود لضمان حياة كريمة لهم.
♦الرعاية الصحية والنفسية للمسنين
وأشارت رئيسة جمعية العمر الذهبي، إلى أن التزايد المستمر في أعداد المسنين في المغرب يفرض ضغطاً إضافياً على النظام الصحي والاجتماعي، مما يستدعي إدماج توفير الخدمات الصحية والاجتماعية لهم ضمن السياسات الحكومية الأساسية.
وشددت بنعزيز على أن الرعاية لا تقتصر على الصحة الجسدية، بل تشمل أيضاً الدعم النفسي والاجتماعي للمسنين وأسرهم، مبرزة أن العديد من كبار السن يعانون من العزلة والاكتئاب نتيجة لتراجع قدراتهم البدنية والاجتماعية.
وأبرزت بنعزيز أهمية تغيير النظرة المجتمعية تجاه المسنين، مؤكدة على ضرورة تعزيز الاحترام والتقدير لهذه الفئة كجزء لا يتجزأ من المجتمع المغربي. قائلة : “المسنون ليسوا عبئاً، بل هم أفراد ذو قيمة، ويجب خلق بيئة داعمة لهم تُمكنهم من العيش بكرامة والمساهمة في الحياة الاجتماعية بقدر استطاعتهم”.
كما أشارت الفاعلة المدنية إلى التحديات التي يواجهها المسنون في المناطق القروية، حيث يعاني العديد منهم من نقص الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية، داعية إلى توسيع نطاق هذه الخدمات لتشمل جميع المناطق، بما في ذلك القرى والمناطق النائية.
وأبرزت المتحدثة كذلك على أن دور المجتمع المدني مهم في تحسين أوضاع المسنين، مشددة على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحسين جودة الخدمات.
انخفاض نسبة الشباب في المغرب لصالح السكان المسنين وتراجع مستمر في نشاطهم
ودعت إلى ضرورة تكاتف الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتطوير سياسات شاملة تلبي احتياجات المسنين، مع تخصيص الموارد البشرية و اللوجيستيكية والمادية اللازمة لتحقيق ذلك.
وفي ختام تصريحها، أعربت بنعزيز عن أملها في أن يكون اليوم العالمي للمسنين فرصة حقيقية لتغيير النظرة تجاه الشيخوخة في البلاد.