عبر عدد من المواطنين عن امتعاضهم واستغرابهم من استمرار مجالس جماعة الدار البيضاء المتعاقبة منذ سنوات ولحدود الآن في سياسة غرس أشجار النخيل، بطرق وشوارع وأرصفة المرافق الإدارية والمؤسسات العمومية والمشاريع العمومية الحديثة بالعاصمة الاقتصادية، داعين بدلا عن ذلك اعتماد تشجير يوفر الظل.
وشهدت الدار البيضاء خلال الأيام الأخيرة بداية تشجير مسار خطي حافلات “باصواي” بالنخيل، ما أثار تساؤلات عديدة حول استمرار هذا النوع من الأغراس، الذي لا يعطي وفق الرافضين له أي جمالية للمدينة، بل قد يهدد حياة المواطنين خلال فصل الشتاء، كون أن أشجار النخل غير مستنبتة كبذرة، بل يتم نقلها مباشرة بالأحجام التي هي عليها اليوم لمكانها الحالي.
وتتعدد مطالب البيضاويين للكف عن غرس النخل بالدار البيضاء، إذ كانت آخر المبادرات في هذا السياق تقديم مجموعة من النشطاء البيئيين لعريضة إلكترونية وقعها آلاف البيضاويين إلى مكتب عمدة العاصمة الاقتصادية، مطالبين إياها بتغيير فلسفة “التنخيل العشوائي”، والعمل على تنويع المغروسات في الأماكن والمرافق العمومية ذات الجودة والفعالية.
وارتباطا بذلك، طالب المواطن عبد الرزاق في تدوينة له على “فيسبوك” وبإلحاح شديد من المسؤولين تبديل النخيل بأشجار توفر الظل والجمالية لجميع الشوارع، متمنيا ان يتم تغيير النخل بأشجار الجاكرندا، وهو المتداول وفق تعبيره بجل الدول التي تحترم مواطنيها.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي ذاته، أشار هشام إلى جمالية مدينة أبها السعودية التي تنتشر بها شجرة الجاكرندا البنفسجية، مطالبا المسؤولين بأخذ المثال بهذا النموذج العربي والابتعاد
عن التنخيل الذي يسيء لرونق وخصوصية العاصمة الاقتصادية للمملكة.
وساءل عديد النشطاء بهاته المواقع مختلف المسؤولين بالدار البيضاء وعلى رأسهم المنتخبين بمجلس المدينة، عن اسم الشركة المكلفة بالنخيل، وعن المنطق الذي يتم به اعتماد غرس أشجار النخيل دون غيرها بالعاصمة الاقتصادية، متمنين إجابات واضحة في هذا الأمر من المعنيين ومعالجة هذه المسألة في الوقت ذاته.