لا يزال موعد إقامة كأس إفريقيا للأمم 2025، الذي سيقام ببلادنا غير معروف لحدود الساعة، ومعه تبرز تساؤلات حول مدى تقدم وتطور المرافق الرياضية التي من المرتقب أن تحتضن هذه البطولة، وفي مقدمتها الفضاءات الموجودة بالدار البيضاء الذي تشهد حركية كبيرة منذ نهاية العام الماضي، مثلما هو الأمر مع مركب محمد الخامس وباقي الملاعب الصغرى المتواجدة بالعاصمة الاقتصادية وما يرتبط بذلك من مشاريع.
♦ مستجدات مركب محمد الخامس
أبرز عبد اللطيف الناصري، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بقطاع الثقافة والرياضة، في تصريح لجريدة “شفاف” أن الأشغال بمركب محمد الخامس تتقدم يوما بعد آخر، بوتيرة جيدة وملحوظة، مبرزا أن ذلك ما تم معاينته من خلال الزيارات التفقدية للأعمال التي تجري بهذا الفضاء الرياضي.
وأوضح الناصري أن الأعمال بالمركب تسير وفق ما هو مسطر وموضوع ببرنامج العمل، لافتا إلى أن ذلك يخضع لمراقبة وإشراف والي جهة الدار البيضاء محمد مهيدية، ومجلس جماعة الدار البيضاء، وغيرهما من الجهات المسؤولة المرتبطة بهذا المشروع.
وأضاف أن الأشغال بالمركب الرياضي الذي سيحتضن كأس إفريقيا للأمم 2025، ستنتهي على أقصى تقدير في مارس من العام القادم، مبرزا أن الإصلاحات تهم كافة جوانب الملعب وليس العشب والمدرجات، لافتا إلى أن ذلك يأتي في إطار تأهيل هذا الفضاء ليستجيب للمعايير الدولية المعمول بها في هذا الإطار.
ولفت إلى أنه ستتم معالجة مجموعة من الإشكاليات التي يعرفها الملعب، من قبيل عدم توفره على أربع مستودعات للملابس، وما يرتبط بالولوجيات والأمور التنظيمية به، مشيرا إلى أن ذلك يدخل في إطار ملاءمة مرافق المركب مع المعايير المفروضة في دفاتر التحملات الخاصة بالاتحادين الإفريقي والدولي لكرة القدم.
وأشار إلى أنه سيتم الحفاظ على مضمار السباق بالمركب، بسبب عدم توفر مدينة الدار البيضاء على حلبة أولمبية للسباقات، مضيفا أن كل من المسبح الموجود بهذا الفضاء وقاعة الرياضات وقاعات الندوات والمسرح وكذا متحف التاريخ الرياضي سيتم تأهيلهم، ليروا النور جميعا مع افتتاح المركب في 2025.
وأردف أن المركب لن يخضع لتغطية سقفه بشكل كامل، لعدة أسباب من بينها أن إنشاؤه يعود إلى خمسينات القرن الماضي، ووجود ضيق زمني، مبرزا أنه بعد الحدث القاري المقبل ستتدارس لجنة قيادة الأشغال هذا الأمر وتنظر في مدى إمكانية القيام بهذه الخطوة مستقبلا، بناءً على الدراسات المعمقة التي ستتم في هذا الجانب.
♦ الملاعب الصغرى بالبيضاء
يشير نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بقطاع الثقافة والرياضة، أن تتبع الأشغال بمركب محمد الخامس يتم بشكل أسبوعي، مشيرا إلى أنه بالموازاة مع ذلك يتم العمل على القيام بالإصلاحات اللازمة في الملاعب الصغرى التي ستحتضن خلال “كان 2025” تداريب المنتخبات المشاركة فيه.
واستطرد أن الأشغال بملعب العربي الزاولي بعين السبع تتقدم، لافتا إلى أن عددا من مرافقه على وشك الانتهاء من الإصلاحات الخاصة بها، مبرزا أن هناك أجزاء بهذا الفضاء تحتاج للإخلاء من طرف مستغليها حتى تستمر الأعمال بالسرعة الجارية حاليا، لافتا إلى أن هذا الأمر الأخير بات يشكل العائق الوحيد أمام الجهات المشرفة على تأهيل هذا الملعب.
ولفت إلى أنه مباشرة بعد انتهاء أعمال الصيانة والتأهيل بالعربي الزاولي، سيتم الانتقال إلى باقي الملاعب الرياضية الأخرى بالدار البيضاء، وهي فضاءات فيليب والعربي بنمبارك ومولاي رشيد وتيسيما والوزايس وبنجلون والصخور السوداء والألفة والأب جيكو.
وأضاف أنه هناك عمل كبير ومتسارع الخطى حتى تكون مدينة الدار البيضاء مستعدة بشكل تام لاستقبال كأس إفريقيا للأمم، وتوفير كافة الظروف من أجل إنجاح هذه التظاهرة، من خلال تجهيز مختلف المرافق الرياضية سواءً التي ستحتضن المباريات الرسمية أو تلك الخاصة بالتداريب أو غيرها ممن سيشهد برامج موازية لهذه البطولة.
وشدد على أن العاصمة الاقتصادية تعمل برفقة مختلف شركائها على أن تكون جاهزة لهذه التظاهرة الكروية؛ على مستوى البنية التحتية الرياضية بالشكل الذي يسمح بنجاح هذه البطولة القارية، وإعطاء مؤشرات إيجابية على قدرة الدار البيضاء على تنظيم كبرى التظاهرات في مختلف المجالات، ولاسيما مونديال 2030.
♦ مشاريع أخرى تواكب تأهيل الفضاءات الرياضية
قال كريم الكلايبي، عضو لجنة تتبع مركب محمد الخامس بمجلس جماعة الدار البيضاء، في تصريح لـ”شفاف”، إن العاصمة الاقتصادية تستعد بشكل جيد لاحتضان كبرى التظاهرات الرياضية، المتمثلة في كأس إفريقيا 2025 وبطولة العالم 2030.
وأشار إلى أن انطلاق حافلات “الباصواي” وخطي “الطرامواي” الثالث والرابع قريبا؛ سيساهم في تعزيز البنية التحتية الخاصة بالمدينة، مبرزا أن وسيلتي النقل المذكورتين من شأنهما تيسير عملية التنقل وبالتالي المساهمة في إنجاح هذه المنافسات المقامة ببلادنا.
وتابع أن هناك جيل جديد من المشاريع سيواكب تنظيم المسابقات الرياضية بالدار البيضاء، مثلما هو الأمر مع كل من المسرح الكبير وحديقة الحيوانات عين السبع، لافتا إلى أن هاته المرافق لم يتبقى وقت طويل على افتتاحها في وجه البيضاويين وغيرهم من زوار المدينة.
وأوضح أنه رغم الإكراهات المادية التي تواجه مجلس جماعة الدار البيضاء في ظل ضعف موارده المالية مقارنة مع متطلبات تدبير مدينة بحجم العاصمة الاقتصادية، فإن مكتب الأخير يعمل على قدم وساق بتعاون مع كافة شركائه لإنهاء كافة الأشغال الخاصة بالمرافق الرياضية وغيرها من المشاريع في الوقت المحدد لها.