طلب محمد أوزين، الوزير السابق والنائب البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، التدخل شخصيا في ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، مشيرا إلى أن هذه الفئة تحتاج لمن يدعمها بعد ويلات الحرب التي عانت منها.
واعتبر أوزين خلال كلمته التي ألقاها اليوم الإثنين، في إطار أشغال الجلسة العمومية للأسئلة الشفوية الشهرية بمجلس النواب، الموجهة لرئيس الحكومة حول السياسة العامة، أن تصريح عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الذي قال فيه إن مستوى هؤلاء الطلبة ضعيف، الأسبوع الماضي أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بقبة البرلمان الأولى، لا يجوز لعدة أسباب، والتي من بينها أن هذه الفئة أجرت امتحانات الإدماج بالجامعات والمعاهد المغربية باللغة الفرنسية، بالرغم من أنهم تلقوا تكوينهم بلغة أخرى.
وأضاف الوزير السابق، أن الحكومة فشلت بشكل ذريع في إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا، مشددا على ضرورة تبني رئيس الحكومة الذي حضر هذه الجلسة بمجلس النواب لهذا الملف، وذلك بعد أن فشل الوزير ميراوي في تدبيره.
وفي سياق آخر، شكر أوزين الحكومة على الرفع من ميزانية قطاعي التعليم والصحة في إطار مشروع قانون المالية لسنة 2023، معبرا في الوقت ذاته عن استغرابه من تسقيف سن الترشح لمباريات التعليم في 30 عاما، مطالبا بالعدول عن هذا القرار، الذي أضر بشريحة واسعة من المغاربة.
وقال المتحدث ذاته، إن 3.2 مليون مغربي من الطبقة المتوسطة تدهورت أوضاعهم الاقتصادية، وصاروا يعتمدون في تسيير أمورهم اليومية على الاقتراض، معتبرا أن البلاد أضاعت بهذه السياسات الحكومية 7 أعوام من مخطط القضاء على الهشاشة الاجتماعية.
ولفت أيضا إلى أن المؤسسات الرسمية مثل المندوبية السامية للتخطيط وبنك المغرب، أكد كل منهما على تردي القدرة الشرائية لدى المواطنين، موضحا أن ارتفاع أسعار المحروقات كان لها دور في ذلك، مشيرا إلى استمرار تراجع المغرب في مؤشر التنمية البشرية، وذلك بعد أن أصبحت المملكة في المرتبة 123 خلال سنة 2021، من أصل 191 دولة شملها التصنيف العالمي، حيث جاءت خلف بلدان تشهد صراعات وحروب، والتي من بينها العراق ولبنان وفلسطين وليبيا.
وفي الإطار ذاته، اعتبر النائب البرلماني أن تخفيض الضريبة عن الدخل أو الرفع من أجور أساتذة التعليم العالي بزيادة قدرها 3000 درهم، لا يعد كافيا في ظل مجموعة من الإكراهات المطروحة، مشيرا إلى أن الضريبة عن التضامن الاجتماعي التي ستفرض على الفئة الأخيرة هي نفسها الضريبة عن الدخل، لكنها بشكل وصيغة مختلفتين.
وتابع عضو الفريق الحركي بمجلس النواب القول إن في هذا الإطار تم الرفع من الوعاء الضريبي المتعلق بالأطباء والمحامين، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي على هذه القطاعات وغيرها، ويجعل الطبقة الوسطى التي تشكل عماد أي مجتمع تعاني، ما سيترتب عنه إشكالات عديدة اجتماعية واقتصادية على البلد ككل.
جدير بالذكر أن جمعية آباء وأمهات طلبة المغرب بأوكرانيا، عبرت في بلاغ لها عن تفاجئها ورفضها لتصريح وزير التعليم العالي، مشيرة لعزمها خوض وقفة احتجاجية أمام البرلمان يوم الخميس المقبل، احتجاجا عما قاله الوزير ميراوي، وكذلك الشكل الذي تم به التعامل مع ملف إدماج أبنائهم بالجامعات والمؤسسات التعليمية بالمغرب.