تشهد حرب الطرق في المغرب كل أسبوع سقوط عشرات الضحايا من القتلى والجرحى بسبب حوادث السير في مختلف ربوع المملكة، وفي هذا الإطار سجلت مصالح الأمن خلال الأسبوع الفارط مقتل 17شخصا، وإصابة 2174 آخرون بجروح، 84 منهم إصابتهم بليغة.
وفي هذا الصدد قال محمد، أحد ضحايا حوادث السير في المغرب لـ” شفاف”، أن الحادثة التي وقعت له في مدينة الدار البيضاء غيرت حياته للأسوء كونه فقد أطرافه السفلى ولم يعد قادرا على التحرك إما بمساعدة من الأهل أو باستعمال وسيلة مساعدة للخروج أو لقضاء حاجياته الخاصة.
وأضاف المتحدث والدموع تنهمر من عينيه، أن حياته تغيرت بعد هذه الحادثة، كونه كان شابا عاملا يعيل عائلته، وبسبب الواقعة فقد عمله ولم يعد له أي مصدر رزق يعتمد عليه في إطعام أسرته الصغيرة، خصوصا أن الوضع الاقتصادي في المغرب متذبذب ويعرف ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية الأساسية، الأمر الذي يلزمه أن يمد يده لغيره نظرا لضيق الحال.
وناشد المتحدث ذاته، كافة مستعملي الطريق إلى احترام قانون السير والتروي في استعمال الطرقات، لتفادي الخسائر البشرية والمادية التي تخلفها حرب الطرقات.
ومن جهة أخرى، تأسفت لمياء، ضحية حرب الطرقات، في اتصال لها مع جريدة “شفاف” على وضعها الحالي، كون هذه الأخيرة تعرضت قبل سنوات خلت لحادثة سير مميتة في مدينة مكناس، تسببت لها بشلل كلي، الأمر الذي جعلها طريحة الفراش وتحتاج إلى رعاية يومية من الأهل كي تتمكن من قضاء حاجياتها.
وأفادت المتحدثة ذاتها، أن الحادثة التي تعرضت لها سلبت منها أحلامها في أن تكون أما أو تحقق أي استقرار مادي لها، بالإضافة أنها لم تحصل على أي تعويض من أي جهة وأنها هي من تدفع ثمن شيء ليس لها به دخل من قريب أو بعيد.
وفي السياق ذاته، أشار بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن المناطق الحضرية عرفت 1644 حادثة في نفس الأسبوع، وتم تسجيل ألفا و446 مخالفة سير، في حين أنجز 8246 محضرا أحيل على النيابة العامة، كما استخلصت 38 ألفا و200 غرامة صلحية. إلى أن المبلغ المتحصل عليه بلغ 8 ملايين و 173 ألفا و 575 درهما، فيما بلغ عدد العربات الموضوعة بالمحجز البلدي 5139 عربة، وعدد الوثائق المسحوبة 8246 وثيقة، وعدد المركبات التي خضعت للتوقيف 381 مركبة.
وعزت المديرية العامة للأمن الوطني أسباب وقوع هذه الحوادث، حسب ترتيبها، إلى عدم انتباه السائقين، وعدم احترام حق الأسبقية، والسرعة المفرطة، وعدم انتباه الراجلين، وعدم التحكم، وعدم ترك مسافة الأمان، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة “قف”، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والسير في يسار الطريق، والسياقة في حالة سكر، والتجاوز المعيب، والسير في الاتجاه الممنوع,