خرج العشرات من قاطني دوار خربوش بالهراوين بمدينة الدار البيضاء، اليوم الخميس، للاحتجاج في مظاهرة سلمية، وذلك للمطالبة بإنصافهم بعد عملية الإفراغ من إسطبلاتهم من طرف السلطات العمومية قبل عشرة أيام.
واستنجد المتضررون بالملك محمد السادس، لإنصافهم من الحيف والحكرة، حسب تعبيرهم، بعدما اجبرتهم السلطات المحلية بالهراويين على إفراغ إسطبلاتهم التي تأوي ماشيتهم.
مينة، متضرر قاطنة بدوار خربوش بالهراويين، قالت في تصريح لجريدة “شفاف” إن عملية الإفراغ لإسطبلاتهم من طرف السلطات العمومية، (قالت) غير منصفة على اعتبار أن تلك الإسطبلات هي مورد الرزق الوحيد الذي يعيلون به أسرهم.
وأكدت المتضررة ذاتها، على أن عمالية الإفراع القسرية تسببت بقطع مورد رزقهم الوحيد وهم حاليا في حالة يرثى لها، كونهم أصبحوا يعتمدون على الإعانات القادمة من المحسنين لجلب متطلباتهم واحتياجاهم اليومية.
وكشفت المتحدث ذاتها، على أنها المعيل الوحيد لأسرتها المكونة من أطفال وأرملة، وذلك بعد وفاة ابنها، وبإفراغهم من إسطبلاتهم وإجبارهم على بيع ماشيتهم التي كانوا يستغلونها لجلب مورد رزقهم اليومي، أصبحوا اليوم بعد الإفراغ يجدون صعوبة في جلب مستلزمات الأكل والشرب اليومية لهم ولأطفالهم.
وطالبت المتضررة من السلطات المحلية بإيجاد حلول لهم وتعويضهم عن الضرر الذي تعرضوا له إما بتقديم إسطبلات أخرى أو إيجاد حل يكفيهم عن مد يدهم للغير.
وفي هذا السياق قال محمد بوخار، وهو أحد المتضررين أن السلطات طالبتهم بإفراغ إسطبلاتهم التي يربون فيها ماشيتهم دون سابق إنذار ولم تترك لهم مجال من الوقت للبحث عن حلول أو أماكن أخرى ينقلون إليها مشيتهم.
وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة “شفاف”، بإغلاق إسطبلاتهم فالسلطات حكمت عليهم بالضياع بعد بيع ماشيتهم بأثمنة بخسة لكونهم لايتوفرون على مكان آخر لإيوائها فيها.
وناشد المتضرر ذاته، كافة الجهات المعنية بضرورة الجلوس معهم إلى طاولة الحوار وتقديم حلول ترضي جميع الأطراف، لأن تلك الماشية التي يبيعوبها بعد مدة من تربيتها، هي من توفير مستلزمات أسرهم اليومية، وبقطع ذلك المورد فإنهم سيصبحون متشردين.
وفي هذا السياق، أكد عبد الرحيم بوساعيد، رئيس جمعية النماء والمستقبل بدوار خربوش بالهراويين، على أنهم مع السلطات في تنمية البلاد، ولكن هم ملزمون قبل عملية الإفراغ تقديم بدائل للمتضررين.
وقال رئيس جمعية النماء والمستقبل، في تصريح له لجريدة “شفاف”، إن السلطات المحلية بالهراويين، فرضت عليهم إفراغ إسطبلاتهم دون سابق إنذار وبدون تقديم حلول، مؤكدا على أن الجميع متضررون جدا من الوضع الحال.
وكشف المتحدث ذاته، أن هذا الوضع أثر عليهم وعلى أسرهم، حيث تسبب انقطاع مورد رزقهم الوحيد في زيادة متاعبهم المادية.
وأرجع بوساعيد، السبب وراء إفراغهم من إسطبلاتهم، إلى أطماع لوبي العقار في تلك الأراضي التي تتواجد فيها الإسطبلات، مؤكدا على أن ثمن المتر الواحد في منطقة الهراويين حاليا تجاوز 20 ألف درهم.
وأوضح عبد الرحيم بوسعيد، على أنهم كانوا ينتظرون من الجهات المعنية أن تقوم بتقديم إجابات على الوضع الذي هم فيه، لكن للأسف إلى حدود اليوم لاجديد يذكر.
وزاد المتحدث ذاته، على أن الأيام المقبلة ستحمل معها خطوات تصعيدية سلمية للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
يذكر أن جماعة الدار البيضاء كانت قد أصدرت قرارا يقضي بمنع إقامة إسطبلات خاصة بالدواب والمواشي وغيرها من الحيوانات داخل المجال الحضري، كما يمنع أي تجميع للحيوانات والدواب داخل تراب الجماعة، سواء للبيع أو لأغراض أخرى، إلا بالأماكن أو الأسواق المخصصة لذلك، وبعد الحصول على ترخيص مسبق.
ومنعت الجماعة أيضا إقامة محلات لتربية وبيع المواشي وغيرها بالأحياء والتجمعات السكنية دون الحصول على ترخيص مسبق.