دخلت العلاقات الجزائرية السويسرية في أزمة جديد، حيث بدأت التوترات بين البلدين منذ 2018، بعدما قررت السلطات القضائية السويسرية استئناف الإجراءات الجنائية ضد وزير الدفاع الوطني السابق خالد نزار، الذي يحاكم أمام المحكمة الجنائية للاتحاد السويسري بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وكشف موقع “مغرب انتليجنس – Maghreb Intelligence” للصحافة الاستقصائية، أن هذه التوترات بين سويسرا والجزائر اتخذت للتو منعطفا جديدا بسبب تعيين سفير سويسري في الجزائر العاصمة يقدم صورة “مقلقة” في نظر السلطات الجزائرية.
وأوضح الموقع الاستقصائي أن بيير إيف فوكس، السفير السويسري الجديد في الجزائر العاصمة، لا يروق للسلطات الجزائرية، إذ أنه منذ تعيينه في نهاية شتنبر 2021 في منصبه الجديد في الجزائر العاصمة، لم يستقبل بعد من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي رفض مقابلته من أجل الحصول على أوراق اعتماده.
وأبرز “مغرب انتليجنس” أن إيف فوكس هو رسميا شخص غير مرغوب فيه في الجزائر العاصمة، لكن الدبلوماسية السويسرية تكافح من أجل إبقائه في مكانه في الجزائر احتجاجا على الإيماءات والحركات التعبيرية التي قامت بها السلطات الجزائرية في الأشهر الأخيرة.
وتعود أسباب رفض السفير السويسري من طرف النظام الجزائري، إلى عمله سابقا كملحق في السفارة السويسرية في إسرائيل في عامي 1997 و1998، وهو ما يجعل السلطات الإسرائيلية تعتقد أن الدبلوماسي السويسري لديه قرب مزعج من جماعات الضغط الإسرائيلية المعادية لمصالح الجزائر.
وأضاف المصدر ذاته، أن سويسرا ترفض هذا التشكيك في اختيارها لسفيرها الجديد، مبرزا أن هذه التوترات الجديدة ستؤدي إلى تفاقم سوء الفهم بين البلدين، إذ منذ عام 2021 اتهمت برن (عاصمة سويسرا) الجزائر بمنع إعادة 1500 مهاجر غير شرعي في وضع غير قانوني على الأراضي السويسرية.
وأوضح “مغرب انتليجنس” أن عملية إعادة المهاجرين الجزائريين عرقلتها ومنعتها السلطات الجزائرية التي تواصل ابتزاز سويسرا، من خلال ربط أي تعاون ثنائي بوقف الإجراءات القانونية التي أعيد إطلاقها ضد خالد نزار، وترفض برن رسميا الاستسلام لهذا الابتزاز ولا تزال تتمسك بموقفها تجاه الجزائر العاصمة.
جدير بالذكر أن بيير إيف فوكس، الحاصل على درجة الدكتوراه في اللغة اللاتينية وآدابها من جامعة جنيف، أرسل في عدة مهام دبلوماسية إلى إيران واليابان، وعمل كرئيس لقسم الشرق الأوسط، وشغل منصب سفير سويسرا لدى سلوفينيا منذ عام 2014، علما أنه انضم إلى الخدمة الدبلوماسية للاتحاد السويسري في عام 1996، حيث تابع قضايا حقوق الإنسان والقضايا الإنسانية في آسيا والمحيط الهادئ (1996-1997).